خبير التنمية البشرية والأسرية المسلك الشرعي والقبول نجاح العلاقات وميزان الزواج
![](wp-content/uploads/2022/08/IMG-20220315-WA0217-1.jpg)
تظل العلاقات الإنسانية محور الكون، ولكن أثقلها العلاقة الزوجية التي تربط بين الإثنين بميثاق غليظ لأنها أساس الحياة إذا توافرت لها كل الأركان السوية لهذا تحدثت،
مع خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية المستشار الدكتور خالد السلامي حول تلك العلاقات ونجاحها، وأسباب فشلها، وهل إعتياد الرجل والمرأة فترة طويلة من أسباب إنهيار بعض الأسر،
أجاب
أذكر أحد الأصدقاء أخبرني عن رجل كبير في السن تجاوز الثمانين، ويعيش سعيدًا مع زوجته بل ولا يستطيع الابتعاد عنها، هذا الرجل الكبير في السن يقول إنه منذ 60 عاما لم يبتعد عن زوجته ولم يتشاجر معها، وأن زوجته لم تترك البيت وتذهب لأهلها غاضبة منذ أول يوم للزواج، وعندما سأله عن السبب في أن الناس قديمًا كانت زيجاتهم ناجحة ونادرا ما كان يحدث بينهم الطلاق، قال له مبتسما “نحن تزوجنا في زمن كانت الناس تصلح الشيء العطلان، أما اليوم الناس ترمي الشيء العطلان وتستبدله”، كلام هذا الرجل يلخص كل شيء، الناس قديما كانت لا تتخلى عن الشيء لمجرد أن به خلل او عطل، بل كانت الناس تبحث عن كل الوسائل الممكنة لإصلاح ما أفسده الزمن. لذلك عرف الناس قيمة الزواج وقيمة الزوج والزوجة. أما اليوم فأسهل طريق أمام الشباب لعلاج المشكلات هو الهروب منها.
الأمر لا يتعلق بالاعتياد على الحياة الزوجية ولا على الطلاق ولا على الخيانة، الأمر مرتبط بإدراك كل فرد بقيمة الطرف الثاني، اليوم للأسف الزوج لا يرى زوجته المرأة المثالية في عينيه بسبب ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي عن السعادة الزائفة والمصطنعة امام الكاميرات، كما أن الزوج اليوم يختلف عن الماضي، اليوم الزوج كثير الخروج من البيت لكن ليس للبحث عن لقمة العيش كما كان في الماضي، ولكن من أجل الترفيه عن نفسه مع أصحابه طوال الليل والنهار،
وعلى الطرف الثاني، الزوجة أصبحت لا تشعر بالامتنان للزوج ولا تدرك قيمته، خاصة مع خروج النساء للعمل وحصولها على راتب قد يكون أحيانا أكبر من راتب الزوج، وبالطبع أنا لست ضد عمل المرأة، لكني أسلط الضوء على بعض الأسباب التي قد تكون هي المتهم في كثرة حالات الطلاق، قديمًا المرأة كانت تقدر خروج زوجها للسعي للقمة العيش وتتحمله من أجل سعيه وصبره على أعباء الحياة، اليوم المرأة تشعر داخليا أنها لا تحتاج للزوج في كسب لقمة العيش، بل قد تشعر أنه عائق في طريقها وطريق نجاحها الوظيفي.
“وعن رأية بالزواج من أجنبية ناجح أم فاشل قال”
بشكل عام الزواج هو الزواج، طالما توفرت فيه معايير ومقومات النجاح كان زواجا ناجحا. زواج الرجل من سيدة أجنبية لا يمكننا الحكم عليه بشكل عام، لكن تختلف كل حالة حسب ظروفها. المبدأ العام عندي هو أن الرجل يتزوج من المرأة التي يرى فيها مواصفات الزوجة التي يتمناها لنفسه. قد يكون هناك تخوفا واحدا من وجهة نظري في الزواج من الأجنبيات، وهو تصادم المبادئ والعادات والتقاليد. فالرجل تربى في بيئة مختلفة عن بيئة المرأة الأجنبية، وقد يكون الشيء المرفوض في بيئته مقبولا في بيئتها، والعكس، وعادة لن ينتبه الرجل لتلك الفروقات إلا بعد فوات الأوان، ولكن مرة أخرى، يبقى الزواج هو الزواج، وكم من رجل تزوج أجنبية وكان زواجه ناجحا، وكم من رجل تزوج من زوجة من بلده وانفصلا بعد أيام، وكم من رجل تزوج من أجنبية وكانت النهاية في المحاكم والسفارات.
وسألته لماذا أطلق بعض الدول الخليجية هاشتاج ينادي
بالزواج من بنت بلاده فقط؟
إستفاض
الزواج هو الزواج سواء كان من بنت البلاد أم من الأجنبية، قد يغضب مني البعض، لكني لا أؤمن بفكرة أن الرجل يجب أن يتزوج من بنت بلاده، هذا يشبه الفكرة القديمة التي حاربها المجتمع نفسه