الحلقة مائة واثنا عشر تأريخ رياضة رفع الاثقال في العالم والعراق
الحلقة مائة واثنا عشر
تأريخ رياضة رفع الاثقال في العالم والعراق
تاريخ رفع الاثقال في العراق
افضل الرباعين العراقيين من عام 1944 ولغاية الان وحسب التسلسل الزمني
الرباع الاولمبي عبد الواحد عزيز
الرباع العراقي المرحوم عبد الواحد عزيزعبد الله مواليد 19 تموز 1931 البصرة توفى بتاريخ ١٩تموز عام 1982 طوله 174سنتمتر وزنه 67.5كغم ابرز رياضي ورباع في تاريخ الرياضة العراقية. وهو صاحب الميدالية الأولمبية الوحيدة للعراق والتي نالها خلال اولمبياد روما عام 1960 وبدا حياته الرياضية في عام 1950.. حيث مارس العاب كرة القدم والسلة والطائرة والسباحة.. قبل أن يستقر عند رياضة رفع الاثقال ! في عام 1951 شارك في بطولة العراق لرفع الاثقال لوزن الديك (56) كغم.. حيث دافع عن الوان نادي الأمير فرع الجنوب من البصرة.. واحتل المرتبة الثانية في البطولة بفارق (7.5) كغم عن صاحب المركز الأول الرباع هارتيون جنويان. وللعلم ان الرباع هارتيون هو من اصل لبناني ومثل لبنان في البطولات العربية والدولية . بعد أن جمع عبد الواحد مجموعة قدرها : (275.5) كغم.. بواقع (70) ضغطا و(80) خطفا و(107.5) نترا في عام 1953 شارك عزيز في دورة الالعاب العربية الأولى في الإسكندرية… ضمن وزن الريشة (60) كغم.. ونال الميدالية الفضية بعد الرباع المصري عبد الرحمن رزق…. حيث رفع مجموعة وقدرها (282.5) كغم.. منها (80) ضغطا و(87.5) خطفا و(115) نترا .ليحتل المركز الثاني وفي الدورة العربية الثانية في بيروت عام 1957..تمكن عزيز من نيل المركز الأول والميدالية الذهبية في فعالية وزن المتوسط (75) كلغ… بعد أن حقق مجموعة قدرها (362.5) كغم… (112.5) ضغطا و(110) خطفا و(140) نترا… متفوقا على صاحب المركز الثاني الرباع السوري محمد عكش بفارق (27.5) كغم… بل انه تفوق في رفعاته على صاحب المركز الأول في الوزن الذي يليه (82.5) كغم وهو الرباع السوري ناصر ذكار في 10 تشرين الثاني 1957. اقيمت في طهران بطولة العالم واسيا المتداخلة برفع الاثقال وقد شارك عزيز في فعالية وزن الخفيف (67.5) كغم… حيث تمكن من اعتلاء المركز الأول على اسيا بمجموع رفعات بلغ (362.5) كغم.. وبواقع (107.5) ضغطا وخطفا.107.5كغم. و(147.5) نترا… ليكون الرباع الوحيد في آسيا والشرق الأوسط الذي يجتاز المجموعة(360) كغم لوزن الخفيف المدالية الفضية من نصيب الرباع الايراني هنريك تمراز رفع في رفعة الضغط 112.5كغم في رفعة الخطف رفع 110كغم في رفعة النتر رفع 137.5كغم جمع 360كغم المدالية البرنزية الى الرباع الياباني هيروشي يازاكي رفع في رفعة الضغط 92.5كغم في رفعة الخطف رفع 100كغم في رفعة النتر رفع 140كغم جمع 332.5كغم شارك عبد الواحد عزيز في ثلاث بطولات للعالم برفع الاثقال… الأولى كانت في طهران عام 1957 وتمكن فيها من احتلال المركز الرابع بمجموعته (362.5) كغم.. خلف : السوفيتي فكتور بوشوييف (380) والبلغاري ايفان ابادخييف (372.5) والبولندي يان جيبولكوفسكي (365) اما مشاركته الثانية وهي الابرز.. فجاءت في وارشو عام 1959 ونال بها المركز الثالث والمدالية البرنزية وهي أفضل نتيجة لرباع عراقي على مدار التاريخ.. حيث جمع (362.5) كغم رفع في الضغط 105كغم وفي رفعة الخطف رفع 112.5كغم وفي النتر رفع 145كغم جمع 362.5كغم وضعته ثالثا بعد السوفيتي بوشوييف (385)كغم والسوفيتي اكوب فارادخيان (370) كغم…وجاءت مشاركته الثالثة في فيينا عام 1961. رفع في رفعة الضغط 112.5كغم و115كغم في رفعة الخطف و150كغم في رفعة النتر جمع 377.5كغم احتل بها المركز الرابع بعد الرباعين : فالديمير بازونوفسكي (402.5) والسوفيتي سيرجي لوباتين (400) والبولندي ماريان زيلنسكي (395) وقد كان بإمكان عزيز احتلال المركز الثاني على الاقل في بطولة العالم التي اقيمت في ستوكهولهم عام 1958 وتحقيق أفضل نتيجة رياضية في تاريخ رفع الاثقال العراقية لكن قيام ثورة 14 تموز 1958 والظروف التي مرت بالعراق حالت دون مشاركته في تلك الدورة التي امتازت بارقامها التاهيلية الضعيفة رفع في دورة روما الاولمبية 1960 117.5كغم في رفعة الضغط و115كغم في رفعة الخطف و152.5كغم في رفعة النتر جمع 380كغم شارك في هذا الوزن 33 رباع من مختلف دول العالم.وتمكن فيها من تحقيق الوسام الأولمبي الوحيد للعراق من خلال نيله برونزية الخفيف (67.5) عندما حقق أفضل ارقامه برفعه مجموعة قدرها (380) كغم.. وضعته بالمركز الثالث خلف السوفيتي بوشوييف (397.5) رفع في رفعة الضغط 125كغم في رفعة الخطف رفع 122.5كغم في رفعة النتر رفع 150كغم والسنغافوري تان هو ليانغ (380) رفع في رفعة الضغط 115كغم في رفعة الخطف رفع 110كغم في رفعة النتر رفع 155كغم حيث فصلت (400) غرام في الوزن الشخصي بعد تساويه مع الرباع السنغافوري ليحتل عزيز المركز الثالث.. وبالفعل نجح نمر سنغافورا كما يطلق عليه من رفع هذا الثقل وتحطيم الرقم القياسي العالمي السابق وتساوى مع عبد الواحد عزيز وفاز على رباعنا بفارق الوزن400غم اخف من عبد الواحد طبعا هذا النظام اللغي حاليا القانون الحالي يفوز الذي يرفع الثقل او المجموعة اولا ولو كان هذا القانون مطبق في دورة روما لتمكن عبد الواحد من نيل المدالية الفضية وللعلم فقط ان سنغافورا لم تتمكن من احراز اي مدالية اولمبية لاقبل دورة روما ولا بعد دورة روما الاولمبية الا هذا الوسام هذا ونالت الوسام الاولمبي الاخر بعد 56 سنة اي في دورة ريدو جانيرو 2016 بواسطة السباح السنغافوري جوزيف سيكولانج الذي احدث مفاجئة من العيار الثقيل ايضا بفوزه على الاعجوبه السباح الامريكي فليس صاحب اكبر مجموعة من المداليات الاولمبية عبر التاريخ وفي مختلف الالعاب الرياضية. وللعلم ان المرحوم عبد الواحد عزيز كان مرشح قوي لنيل المدالية الذهبية في الدورة الاولمبية في روما جمع في بغداد وقبل السفر الى روما اثناء الاختبار 402.5كغم هذا ما تحدث به المرحوم صياح عبدي المدرب المرافق للوفد العراقي المشارك في دورة روما الاولمبية لكنه مرض واصيب بالاسهال والدزنتري وخسر الذهب عدد الرباعين المشاركين في هذا الوزن 35
المرحوم عبد الواحد عزيز عند عودته من روما الى بغداد استقل القطار الذاهب الى البصرة مباشرة من المطار. ولكن يبدو ان الجهات المختصة تنبهت لهذا الخطأ ودعت البطل للعودة الى بغداد واحتفي به احتفاء يليق بانجازه المثير البطل عبد الواحد عزيز الذي قهر المستحيل وانتزع الوسام الاولمبي للعراق في دورة روما الاولمبية العام 1960 : عبد الواحد عزيز كان وطنيا ومحبا لبلاده ومدينته البصرة. ورفض الذهاب إلى أمريكا عندما دعي للانضمام إلى فريق الولايات المتحدة ويتم ترحيله في الولايات المتحدة الأمريكية عندما زار فريق رفع ألامريكي مدينة البصرة في عام 1955 كان رجل حقيقي، متواضع وأكثر شخص لطيف أبرز وأفضل رياضي عراقي .. هذا ما أستطيع أن أقوله بعد قراءة كل تاريخه المدهش في رفع الأثقال. ولم يكرر انجازه اي من الرياضيين حتى اليوم كان متعدد المواهب والاهتمامات حيث زاول العاب الساحة والميدان وكرات القدم والسلة والطائرة الا انه اختار لعبة رفع الاثقال وانطلق في حلباتها رياضيأ فذاً سعى لتحقيق انجازات مميزة فيها منذ العام لقد لفت هذا البطل الانظار اليه عندما كان في نادي الامير في البصرة وشارك في بطولة العراق لرفع الاثقال بوزن الديك لعام 1951 واحتلاله المركز الثاني. وراح يحصد المراكز المتقدمة في البطولات العربية والقارية والعالمية البطل رمزاعراقيا انتعشت على اثر انجازاته رياضة رفع الاثقال في العراق وظهر ابطال مميزون تسيدوا الحلبات العربية والاسيوية طيلة عقود عديدة وحققوا حضورا فاعلا في البطولات الدولية التي شاركوا فيها . وكانت لانجازاته اللامعة اصداء طيبة في الاوساط الرياضية والاعلامية العربية ابرز شخصية رياضية عراقية كتبت اسمها بأحرف من ذهب في مقر الرياضة العراقية انه البطل الاولمبي وصاحب الميدالية الاولمبية الوحيدة المناضل الشيوعي عبد الواحد عزيز متأثرا بالرباع والمدرب الشيوعي عبد الله رشيد الذي اعتقل عام 1963 وتم اعدامه في كانون الثاني عام 1964 بتهمة الشيوعية، مع اتهامه بقتل احد عناصر الحرس القومي . ونتيجة العلاقة بين عبد الواحد عزيز وزميله ومدربه عبد الله رشيد اقترب عبد الواحد من الشيوعيين حتى انضم الى الحزب بعد العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر عام 1956 . يذكر احد الشيوعيين ان الاسم الحركي للشهيد عبد الواحد عزيز كان (كاظم) ويذكر ان بطلنا عزيز كان وسيماً بشكله انيقاً بلباسه يميل لارتداء الملابس الحمراء ! وكان عندما يتقدم لرفع الحديد يهتف للسلام العالمي لعب لنادي الاتحاد البصري ونادي الامير فرع الجنوب اضافة الى نادي الميناء
اختلفت روايات في استعداد البطل عبد الواحد عزيز للمعركة الاولمبية الاولى التي اشترك بها فقد كان مستعداً للمشاركة العربية والعراقية ! فالبعض يقول ان ابطال الحديد قد دخلوا معسكراً تدريبياً داخلياً في بناية نادي الهواة الرياضي الكائن في بغداد “باب المعظم” وتحت اشراف المدرب والبطل الاولمبي المرحوم محمد جعفر سلماسي وكان التدريب يومياً وقد خصصت اللجنة الاولمبية مصرفا يومياً مقداره دينار واحد فقط لكل رباع يومياً ! وفي يوم 19/ 8/ 1960 غادر الوفد الاولمبي العراقي الى روما . اما الرواية الثانية منقول من عبد الواحد عزيز كان قد باع سيارته الخاصة وبثمنها سافر الى الاتحاد السوفيتي ودخل هناك معسكرا تدريبياً ، مع مجموعة من الرباعين السوفيت كذلك سافر المرحوم عبد الواحد الى مصر وبقى فترة من الزمن يتدرب تحت اشراف المدرب المصري المعروف وبطل العالم برفع الاثقال مختار حسين في مدينة الاسكندرية.. وكانت احدى الصحف الالمانية قد حذرت من بطلنا قائلة ” انه يجب ان نحسب حساباً لهذا المارد الشرقي عبد الواحد عزيز الذي تحسنت رفعاته اخيراً
تعرض المرحوم عبد الواحد لضغوطات النظام المقبور حيث اكد البعض من اصدقائه الى انه اعتقل في عام 1978 في امن بغداد وتعرض للمضايقة علماً انه كان يعاني من وضع صحي حرج في قلبه واستمرت المضايقات وزادت حالته سوءُا حتى توقف قلبه عام 1982.وحسب ماصرح به صديقه ابن البصره البطل الرباع محمود رشيد ان النظام السابق وبواسطة اجهزته القمعية دست له السم الثاليوم حتى مات شهيدا مغدورا. نعم لقد شكل عبد الواحد عزيز رمزاً رياضياً وطنياً وابناً باراً لشعبه ووطنه وظل شامخا ابياً شجاعاً رغم قساوة الايام وشراسة الاعداء الا انه ابى الا ان يعيش بكرامة وصدق مطرزاً ايامه بالغار والاحترام، وذكراه باقية في ضمير شعبه ووطنه مابقي الليل والنهار
عند زيارة الفريق الامريكي لرفع الاثقال برفقة ملك الحديد في العالم المدرب (بوب هوفمن) والرباعيين (بول اندرسن والبطل الاولمبي تومي كونو وجوبتمن وجارلس فنسي وكلايرايرمك) أقيمت بطولة في نادي الميناء الرياضي في البصرة،و تمكن عبدالواحد من رفع مجموعة قياسية عراقية جديدة حيث احرز النصر على البطل العالمي واحد اعضاء الفريق الامريكي (جوتمن) الملقب باتمان اذ رفع مجموعة قدرها (355) كغم وزن الخفيف بينما كان مجموع البطل الاولمبي (350) حيث ادهش الفريق الامريكي ورئيسه بوب هوتمن، حيث اخذ معه صور تذكارية وتمنى ان يكون عبدالواحد ضمن الفريق الامريكي…وجدد المرحوم عبد الواحد عزيز الفوز على بطل العالم في الوزن الخفيف جوبتن الملقب باتمان مرة ثانية في اللقاء الودي في بغداد ايضا الذب اقيمت في ملعب الكشافة تعرض المرحوم عبد الواحد لضغوطات النظام المقبور وكذلك بعد انقلاب 8شباط 1963 حيث تم اعتقاله عدت مرات وحتى في تلك الفترة تم محاربته عندما اصبح رئيس الاتحاد العراقي لرفع الاثقال فرع البصرة في عام 1957 شارك المرحوم عبد الواحد عزيز في بطولة موسكو الدولية على حسابه الخاص وعند عودته الى بغداد تم تفتيش حقائبه حيث وجد امن المطار والكمارك بعض الملابس الرياضية والهدايا والمداليات حيث كانت البعض منها تحمل شعار الاتحاد السوفيتي وهو المنجل والجاكوج لذلك اتهم بالعمالة وبالشيوعية وزج في السجن ولم يطلق سراحه الا بعد ثورة 14 تموز 1958 المجد والخلود للشهيد المرحوم عبد الواحد عزيز