تجفيف الاهوار .. الذكرى الثلاثون للبحث عن العدالة
![](wp-content/uploads/2022/05/IMG-20220525-WA0052.jpg)
تقرير : آيات مؤيد باحثة في شؤون حماية البيئة والطاقات المتجددة – جامعة بغداد – العراق
الصحافة الدولية الحرة الأمريكية FIP-UN
25 آيار 2022
منذ الأزل تصارع الارض وبيئاتها المختلفة في أرجاء العالم محاولة البقاء على قيد الإنجاز والحياة والإنتاج والتعافي امام اطماع بشرية لا متناهية وصراعات عسكرية دائمة وقائمة لوقتنا هذا واقتصاديات متطرفة تنطوي في سلوك بشري اعتاد على الإهمال والتخطيط للمدى البعيد بل اننا نجزم ان جميع السياسات الحالية تعمل وفق مبدأ الصدمة للاستجابة خاصة في دولنا (دول العالم الثالث الهشة)، وان افضل ما يدعوا اليه العاملون في مجال حماية البيئة هو التوعية بأن تكون البيئة خارج قوس من تلك الصرعات الدامية والمدمرة لانها ترتبط بالحفاظ على البشرية بشكل مباشر .
اكثر من 400.000 مواطن هجروا وفقدوا عملهم وقتل العديد منهم، 97% من مساحة الاهوار التي تعتبر من أهم الأراضي الرطبة تصنيفاً على مستوى العالم جففت بالكامل ،، مهن اندثرت أهمها تراثية وصناعات يدوية تتناغم مع طبيعة المنطقة وتحافظ على موارد الطبيعة وتدعوا لبيئة اجمل .اندثرت معالم الجنوب البديع بين صراعات سياسية وعمليات عسكرية القت بظلالها بصورة مدمرة في جنوب العراق وصفت بأكبر ابادة بيئية في العالم على يد النظام السابق .
ولكن بعد تحقيق العدالة بجزئية معينة من الجناة نتسائل اين الجزء الاهم الذي يتمثل بإعادة الوضع الى ما كان عليه وتقديم التعويض الملائم من خلال تمكين سكان الأهوار للتعايش الفعال في أرضهم بقصد التعافي .
ومع هذه الأزمات السابقة تلاحق الأهوار اليوم لعنة الازمات المتعلقة بالجفاف الي يضرب انهار العراق بسبب الإجراءات التعسفية من دول الجوار شركاء المنابع وتداعيات إنشاء السدود غير نظامية .
انتهت الإبادة فعلياً ولكن إجراءات التعافي وتحقيق العدالة لم تبدأ بعد …
وبعيداً عن النضرة المتشائمة للعمل المؤسسي الحكومي تجاه البيئة هناك اجراءات قيمة وثمينة لمبادرات شبابية نابعة من القلب الى امنا الارض للتوعية بأهمية المناطق الرطبة بالعراق خاصة الاهوار ودعوة السياح للتعايش بتجربة فريدة وممتعة بين كرم اهل الجنوب وجمال الطبيعة يجب تقديم الدعم اللازم لتحقيق انجازات عادلة ومتميزة تليق بالسكان الاصليين للاهوار وتحد من هجرتهم الى المدينة من خلال توفير سبل العيش الكريم من مرافق حيوية وفرص عمل ودعم مادي لاحياء الزراعة والارض وتضمينهم بورش تدريبية تساهم من التغذية الثقافية لابناء المنطقة حول عراقة ماهو بأمانتهم من هذا التراث العظيم الذي تضمنته اليونسكو مؤخرا في لائحتها ليكون للانسانية جمعاء ..كما يجب وفي بادئ الامر القضاء على اشكال الفساد المتعددة خاصة وان جنوب العراق بصورة عامة يعاني من نسبة فقر عالية ومشاريع متلكئة تشكل عائق تجاه تقدم الجنوب وازدهاره اسوة بباقي محافظات العراق.
كما ان التحديات التي تواجه العمل المناخي في المنطقة تلقي بظلالها من جانب اخر على الاهًوار من خلال الاحتباس الحراري وغيرها من ما يعانيه الكوكب اجمع .ولعل جفاف بحيرة ساوه مؤخراً يدق ناقوس الخطر امام تهديد مباشر للاهوار يدعوا الى توخي الحرص والدقة والنزاهة والتحلي بروح المواطنة الصالحة للعمل على تجنب الوقوع بخطر خسارة هذه الارض العظيمة..نتقدم بخالص الشكر لسكان هذه المنطقة المميزة من العالم لتحملهم لواء الحفاظ عليها وتنميتها بمختلف الظروف العصيبة انهم مبدعون كما ارضهم،، كرماء مثل الارض.