التصحـر والتلـوث الاشعاعي في نهر الفرات، جرائم حرب ضد الانسانية
![](wp-content/uploads/2022/05/IMG-20220513-WA0007.jpg)
اقبال لطيف جابر
عالم عراقي
يخضع مناخ العراق الان الى التأثير الحاصل في التغيير المناخي الذي طرأ على الكرة الارضية بسبب النشاطات البشرية السلبية وهو احد اسباب التصحرالذي تكمن خطورته بانعدام الامن الغذائي و يضاف الى الاسباب السابقة ومنها الجفاف بسبب انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات من دول المنبع فيما كانت الحروب اهم الاسباب في تدهورمكونات البيئة تمثلت في تلوث التربة والهواء والمياه السطحية والمياه الجوفية في ظل الاهمال الحكومي بعد عام 2003.
وتنفيذا لأمر الرئيس العراقي صدام حسين بأنشاء غابة من النخيل تشمل اجود اصناف التمور العراقية في الصحراء الشمالية الممتدة من قضاء الحضربمحافظة الموصل شمال العراق حتى الحدود العراقية السورية تلك الصحراء التي سلكها الرئيس ايام نضاله وجسدته رواية وفيلم صدرتا في القرن الماضي ,الامر الذي اوعز الى وزارة الزراعة بتنفيذ هذا المشروع وبدأفعلا بتشكيل لجنة من ثلاثة مدراء عامين بدرجة الدكتوراه في انشاء تلك الغابة من النخيل وتم اختيار ستة انواع من النخيل من اجود الاصناف المرغوبة من التمور العراقية كما تم استنفار المؤسسات الحكومية ذات العلاقة تمثلت في نقل التربة وآليات النقل وتوفير شبكة ري للغابة الا انه فشلت زراعة احد الاصناف التمروهو صنف الشويثي وبسبب ذلك وجه رئيس الجمهورية انذاك بتوجيه عقوبة نقل الى المدراء العاميين خارج بغداد الى ثلاث محافظات وترقيع الغابة بفسائل اخرى عن الفسائل الفاشلة حتى تم نجاح الغابة بشكل تام وذلك على لسان مسؤول رفيع المستوى في وزارة الزراعة في تسعينات القرن الماضي روي لنا هذه الواقعة الا ان هذه الغابة من النخيل تدهورت بفعل الحرب على العراق بعد عام 2003 ومارافقها من ظهور لجماعات مسلحة احالت غابات النخيل الى ساحة حرب ومن جانب اخر في الصحراء الغربية للعراق وهي الاخرى كانت تزدهر بغابات أنشأت منذ التسعينات ايضا لتكون الحزام الاخضر ومصد للرياح حول المدن وشملت هذه الغابات من من الاشجار التي تتحمل الجفاف والملوحة والظروف البيئية القاسية من انخفاض وارتفاع لدرجات الحرارة وهي الطرق الرابطة بين هيت وحديثة والرطبة والقائم وكبيسة الا ان هذه الغابات تدهورت بفعل الاحتلال الامريكي للعراق وذلك بسبب كثرة سير الدبابات والهمرات والعجلات ذات الاطارات الكبيرة الحجم لقوات الاحتلال في محافظة الانبار اذ انها حين تسير تلك الاليات تخلف ورائها عصفا من الاتربة يقدر ارتفاعا الى اكثر من متر ونصف ويصل احيانا الى مترين فيما يزداد ذلك الغبار والاتربة كثافة وارتفاعا بعد اقلاع وهبوط السمتيات التابعة لقوات الامريكية المستمروقطع المياه لسنوات متتالية والتجاوزات الحاصلة على نهر الفرات والمتمثلة بحفر ابار ارتوازية وبحيرات لتربية الاسماك كل هذه الامور ادت الى زيادة فضلا عن التدمير المتعمد لقوات الاحتلال لبساتين النخيل بالقاء البراميل المتفجرة عليها بحثا عن المقاومين في المنطقة هذه بعض الامور التي تسببت في انعدام الحزام الاخضر الذي كان يعمل مصدات رياح والتي بدونه تم تعرض العراق الى كثرة العواصف الترابية بفترات متقاربة جدا حيث يمتاز مناخ القطر بالرياح الشمالية الغربية على معظم اجزاء القطر وعلى مدار السنة مما يعني ان العراق سيعاني من زيادة عدد وحالات التعرض الى العواصف الترابية ونتائجها السيئة على صحة الانسان وعلى الامن الغذائي ,ولابد من انشاء غابات جديدة تعمل لصد الرياح الترابية والغبارية والرملية وذلك من خلال توفيرمياه الري لتلك الغابات ودراسة نوعية مياه نهر الفرات وعليه كان وقوفي عند نهر الفرات وبالتحديد في قضاء هيت في محافظة الانبار اذ تم سحب عينات من مياه نهر الفرات في شهر كانون الاول من عام 2021 وعند نقطة مجاري قاعدة عين الاسد حيث تصب مياه الصرف الصحي للقاعدة مباشرة وبدون معالجه في النهر وكذلك عينات مياه على بعد 20 كم من القاعدة في ناحية البغدادي وتم اجراء الاختبارات الاشعاعية والكمياوية لتلك العينات حيث أشارت نتائج التحليل الاشعاعي لنماذج مياه نهر الفرات بارتفاع ملحوظ في مستوى التلوث الاشعاعي في كلا الموقعين حيث تصدر موقع نماذج مياه عند نقطة ناحية البغدادي اعلى من مستوى التلوث الاشعاعي عن نقطة مجاري قاعدة عين الاسد وتكمن خطورة هذا المستوى من التلوث عند ارتفاع درجات الحرارة وخاصة بالصيف وحدوث حالات التبخر سيزيد من تراكيز التلوث الاشعاعي ,كما أشارت نتائج التحليل الكمياوي لنماذج مياه نهر الفرات بأرتفاع مستوى تراكيز المعادن الثقيلة السامة عند نقطة مجاري قاعدة عين الاسد في نهر الفرات اعلى من تراكيز العناصر الثقيلة عن نقطة ناحية البغدادي في نهر الفرات وربما يعود السبب الى طرح المخلفات الكمياوية للقاعدة في النهر وتشير نتائج ارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة عند نقطة ناحية البغدادي الى زيادة اصابة السكان بسرطان المعدة والقولون وذلك تم رصد هذه الحالات بكثرة في الناحية وذلك من خلال توثيقي للواقع البيئي في قضاء هيت وحديثة واقضية الرمداي الاخرى .
ومن هنا يتبين ان مناخ العراق وكذلك الرقعة الزراعية وانتاجيتها العالية ونوعية المياه للانهر والبحيرات كانت افضل مما اصبحت عليه بعد عام 2003 وذلك تداعيات الاحتلال واثاره السلبية على البيئة العراقية والتي اوصلت العراق الى المجاعة وقلة الحصول على مياه الشرب وانتشار الاوبئة والامراض التي تضر بصحة الانسان والحيوان والنبات .
وعليه اطالب الحكومة العراقية ومن ذووي الاختصاص في القانون الدولي برفع دعاوى قضائية امام المحاكم الدوليةعلى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدةالامريكية وكل من ساهم بشكل مباشر او غير مباشر في تصحر العراق وافتقاره الى بيئة نقية بهوائها ومياهها وتحميلهم المسؤولية الكاملة بتدهور البيي في العراق والزام قوات تلك الدول بأعادة الغابات الصحرواية كما كانت عليه قبل الاحتلال وأنشاء طواحين الرياح في كل الصحاري العراقية بالموصل والانبار وصلاح الدين وكربلاء والنجف والمثنى وعلى نفقتهم الخاصة وكذلك مطالبتهم بدعم العراق بأعادة فتح مراكز بحثية ومختبرات للزراعة النسيجية بالعراق التي ازدهرت في البصرة وبغداد لأكثار النخيل والتي تم تدميرها بعد الاحتلال في 2003 لحاجة العراق بانشاء الحزام الاخضر حول المدن من زراعة فسائل النخيل واشجار الزيتون لمقاومتها العالية لظروف التربة والري والمناخ القاسية .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية