من هو عمو بابا

من هو عمو بابا —

#عمانوئيل_بابا_داود المعروف بعمو بابا
ولد في 27 تشرين الاول 1934، في مدينة الحبانية بمحافظة الأنبار في غرب بغداد، وبدأ حياته الرياضية بعيدا عن كرة القدم. فقد كان بطل العراق في ألعاب القوى وبطل الرصافة بكرة المضرب، حتى اكتشف مدربه اسماعيل محمد موهبته الكروية.

تزوج عمو بابا من ابنة خالته جوزفين عزيز وعاش معها حتى ولد ابنه سامي وابنتاهما منى ومي قبل أن يقرر البقاء في بغداد بينما ذهبت عائلته إلى مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا.

عرف عمو بابا لاعبا من الطراز الأول سواء في الأندية التي كان يلعب فيها أو المنتخبات الوطنية منذ عام 1957 وحتى عام 1967 عندما أعلن الاعتزال الدولي، بعد أن كان العلامة الفارقة في اغلب المباريات التي لعبها ليختار فيما بعد حقل التدريب لمواصلة عشقه مع الكرة العراقية التي لم يفارقها حتى مماته.

كان أول من اكتشف موهبة عمو بابا الكروية المدرب والمعلق الرياضي الشهير إسماعيل محمد. في العام 1950، وأثناء بطولة مدارس العراق التي اقيمت في ملعب الكشافة، شاهد إسماعيل محمد لاعباً في فريق مدرسة الحبانية الابتدائية، فأستدعاه ليسأله عن اسمه، فقال:”عمانؤيل”. وكما هو معتاد عند الانكليز بإطلاق أسماء مختصرة ، قرر إسماعيل محمد ان يكون اسم اللاعب عمو بابا اعتبارا من ذلك اليوم. وفي عام 1951، شارك العراق في الدورة العربية المدرسية بالعاصمة المصرية القاهرة، وفي مباراة العراق ومصر منح المدرب إسماعيل محمد الفرصة لعمو بابا للمشاركة لأول مرة، وبعد انتهاء الدورة قال له : “ستصبح ناراً على علم في يوم ما”.

بدأ عمو بابا ممارسة الكرة عندما كان عمره 14 ربيعاً في الحبانية التي مثل فريقها المدرسي قبل ان يستدعيه اسماعيل محمد لتمثيل المنتخب المدرسي الاول ، كما لعب لفريق “سيسي” في مطلع حياته الكروية ، ولعب عمو بابا لفريق الحرس الملكي لاربع سنوات ، كما مثل القوة الجوية ثم المصلحة وبعدها النادي الاثوري .

عام 1957 كان عمو بابا على موعد مع التألق والنجاح عندما تمكن من إحراز أول هدف دولي للعراق في تأريخ الكرة العراقية في مرمى المنتخب المغربي بالمبارة التي جرت في السابع من كانون الثاني عام 1957 ضمن الدورة الرياضية العربية في بيروت ، حيث انتهت المباراة بالتعادل (3ـ3) .

كما سجل عمو بابا اول هدف اولمبي للعراقي عام 1959 وذلك بمرمى الفريق اللبناني خلال التصفيات الأولمبية المؤهلة للدورة الأولمبية التي أقيمت في روما عام 1960 ، وانتهت المباراة حينها بفوز العراقيين بثلاثية نظيفة، كما يعتبر اول لاعب عراقي يحرز هدفاً من ضربة خلفية مزدوجة (دبل كيك) وذلك بشباك المنتخب المغربي في كأس العرب عام 1957 .

بدأ عمو بابا التدريب عام 1966 مع نادي المواصلات العامة وفي عام 1967 قاد فريق الكلية العسكرية ، ثم درب المنتخبات الوطنية في 123 مباراة ولكن باوقات متفاوتة، حقق من خلالها العديد من الانجازات ابرزها لقب بطولة الخليج 3 مرات في اعوام 1979 ، 1982 و1984 ، كما احرز ذهبية دورة الالعاب الاسيوية في الهند عام 1982 ، كذلك قاد العراقيين لحصد بطولة العالم العسكرية 3 مرات اعوام 1972 ، 1977 و1979، وساعد المنتخب على التأهل الى الالعاب الاولمبية 3 مرات ايضاُ اعوام 1980 ، 1984 ، و1988 ، اضافة الى احراز كأس العرب عام 1988 .

أشرف على تدريب بعض الاندية المحلية منها نادي الطلبة واحرز معه لقب الدوري عام 1981 ، ونادي الزوراء عام 1994، واختتم انجازاته بالاشراف على المدرسة الكروية التابعة الى الاتحاد العراقي لكرة القدم ، حيث خرّجت العديد من اللاعبين الى الساحة الكروية .

ولعمو بابا تكريمات شرفية منها اختباره من قبل اللجنة الاولمبية السويدية كسفير للرياضة العراقية لديها في أيلول 2005 تثمينا لتاريخه الزاخر بالانجازات مع الكرة العراقية ، كما منح لقب مدرب القرن العشرين من قبل لجنة المحريين الرياضيين في نقابة الصحافيين العراقيين.

و في آيار 2006 وجه عمو بابا نداء استغاثة، بعدما أضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه في أحد مستشفيات الأردن متأثرا من تفاقم مرض السكري حيث “أدار الجميع من مسؤولي الرياضة في بلاده ظهورهم له بالرغم من قضاءه 56 عاما في خدمة كرة القدم العراقية”.

وقد اثارت هذه الاستغاثة استغرابا من قبل الشارع الرياضي العراقي خاصة مع اعتبار عمو بابا علماً من أعلام كرة القدم في العراق ليتم بعدها تغطية تكاليف العلاج من قبل رئيس إقليم كوردستان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع اهمال واضح من قبل الحكومة العراقية .

توفي عمو بابا في 27 آيار 2009 في مستشفى دهوك للطوارئ بعد أن طرأ تغير مفاجئ على صحته، وشهد التشييع حضوراً رسمياً، امتناناً له كلاعب ومدرب كبير، واجريت مراسيم جنازته في كاتدرائية مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة ببغداد، وقد دفن حسب وصيته قرب ملعب الشعب الذي شهد تاريخه لاعباً ومدرباً ورمزاً من رموز العراق.