مياه ملغومة بالكمياوي تغرق مندلي ,فأين ضمير العالم خبيرة التلوث البيئي
![](wp-content/uploads/2022/01/IMG-20220131-WA0052-1.jpg)
مياه ملغومة بالكمياوي تغرق مندلي ,فأين ضمير العالم
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
بعد اعلان المواقع الرسمية في يوم 18/1/2022 باندلاع حريق غامض في وادي النفط بعد قدوم سيول الى ناحية مندلي شمال شرق محافظة ديالى, الامر الذي ادى الى قيامي بالتوجه الى ناحية مندلي باعتباري كعضو في منظمة العفو الدولية بتخصصي الدقيق التغيير المناخي لتحديد ثلاث محطات للتحري عن اسباب هذا الحريق من خلال التحري عن ملوثات مياه السيول الكمياوية والعضوية القادمة من ايران وهذه المحطات في سد مندلي والمحطة الثانية وادي النفط والمحطة الثالثة طحمايه , وتم اخذ عينات من مياه السيول بتاريخ 19/1/2022وبواقع تكرارين لكل عينة من المحطات الثلاثة وعند درجة حرارة الماء 9 درجة ,وتم فحصها في المختبرات الوطنية المعتمدة وبألاجهزة الدقيقة من بينها مختبرات ابن سينا للصناعات الحربية وقد تم احتساب التراكيز ضمن محددات البيئية للأنهار العراقية وشملت العديد من التحاليل ومنها (الاس الهيدروجيني والتوصيلة الكهربائية والفوسفات والنترات والكبريتات والكلوريدات والمتطلب الحيوي للاوكسجين والمتطلب الكميائي للاوكسجين والمواد الصلبة الذائبة والعسرة الكلية والمعادن الثقيلة الرصاص والنحاس والزئبق والكادميوم والزنك )وأشارت نتائج التحاليل ارتفاع مؤشر التلوث الكمياوي للمياه القادمة من ايران وصل الى خمسة اضعاف تقريبا, حيث شهدت محطة طحماية اعلى مستوى لتلوث المياه فيها نتيجة تراكم هذه الملوثات على مر السنين دون ايجاد حلول في التخلص او التخفيف منها وهي لاتصلح للاغراض البشرية والزراعية والصناعية ,ففي الوقت الذي قطعت جمهورية ايران الاسلامية مياه نهري الوند و سيروان عن محافظة ديالى واقامة سد شرف شاه مقابل سد مندلي في منفذ سومار مع اقامة سد عشوائي عن الحدود مع مندلي لمنع تسرب مياه سد شرف شاه الى اراضي مندلي وقزانية وقطعه تماما عن العراق نجد توجه سيولها الملوثة كمياويا عبرمنفذ سومار وبكميات متوسطة الامر الذي تسبب في اندلاع حريق غامض عند قدوم السيول الى وادي النفط كما ساهم مزارعو طحماية في حرق المياه النفطية الورادة الى اراضيهم للحليولة دون تلفها للابد, ومن الجدير بالذكر ان مياه هذه السيول ضاره كثيراعلى المزارع وكذلك تؤثر بشكل مباشر على صحة الانسان من حيث وصولهابالاضافة الى المياه السطحية تصل ايضا الى المياه الجوفية والابار الارتوازية التي يعتمد السكان عليها على الرغم من عسرتها حيث يتطلب مواد الغسل عشرة قطع من الصابون و3كغم التايد وثلاثة علب شامبو لكل فرد شهريا فضلا عن المياه المعدنية بكلف عالية لغرض مياه الشرب في ظل غياب الدور الحكومي العاطل عن العمل منذ 2003 عن اداء واجباتها في استعادة الحقوق المائية للدول المتشاطئة للعراق قد جعل من ايران تلعب دورا متسلطا تتحكم بكميات ونوعية السيول المتدفقة للعراق وما تجرفه معها فمن المحتمل بعد الاستنتاج مع مختصين بهذا الشأن ان الحريق الغامض ربما يكون بسبب انفجار لغم ارضي حدث بتماس مع بقعة نفطية وقد حدثت مثلها سابقا في مندلي ادت الى سقوط ضحايا ,اذ ان هذه السيول ماهي الا انهيارات ارضية تجرف التربة بطريقها وتغيير من معالم وخرائط الالغام المزروعه في ثمانيات القرن الماضي من قبل الجيش العراقي والايراني معا .
ولكن الاخطر والاحدث ما قام به الجانب الايراني وحسب ما نقلته انترناشنول ايران في عددها الصادر سبتمبر 2016 بزراعة الالغام مجددا على الحدود العراقية الايرانية حتى وصلت لبنجوين في محافظة السليمانية , ولاندري اين تقع الحدود العراقية بالنسبة للجانب الايراني بعد ان تقدمت قواته العسكرية وحتى هذه اللحظة من 500 الى 800 متر داخل العمق العراقي في القرى (محمود قجر, مجيد سالار, بله جه فت,حوش كورو,كه ني زرد,بيلوله ,تويله ,بيارة, بشته, تيلكو, جوار كلاو) ومنع السكان من الوصول والرعي في اراضيهم وكذلك مساحة 10 كم الاراضي المحرمة من الاراضي العراقية تخضع تحت سيطرة المخافر الايرانية عند منفذ سومر في مندلي , فيما امتنعت ايران عن الانضمام الى اتفاقية اتاوا 1998 لحظرانتاج واستخدام الالغام الارضية كما منعت فرق التفتيش على مناجم صناعة الالغام التي تغزو اسواق العالم صنع في ايران تمتنع من التعاون مع العراق في ازالة الالغام ومخالفتها لكل القوانين الدولية في بناء السدود في دولة المنبع دون التشاور مع دولة المصب مما تسبب في قطع المياه الواردة للعراق بشكل تام الا تلك السيول الملوثة تم امدادها
وبهذا اطالب وزارة المورد المائية بضرورة وضع قضية مياه العراق على طاولة المجتمع الدولي كما اطالب الوزراة ذاتها بضرورة انشاء سد لخزن وتجميع مياه السيول ومعالجتها قبل وصولها للاراضي العراقية وكذلك انشاء محطة لتصفية المياه ومحطة لمعالجة مياالري في مندلي والحفاظ على الامن المائي والامن الغذائي كان الاجدر ان يوازي الامن الدفاع للواء المشاة الالي 46 في الجيش العراقي عندما صد هجوما في اكتوبر 1982شنته القوات الايرانية على مدينة مندلي تمكن مقاتلي اللواء دفع العدو الى مناطق وعرة في كيسكا وسانوبا مرتفعات ايرانية ثم الترجل الى الجبال لمقاتلة الجنود الايرانيين ومحاصرتهم بتلك المرتفعات وظل الحال لمدة سنتين لصعوبة وصول الامدادات كما يعاني سكان ناحية مندلي من ارتفاع الاصابة بالامراض السرطانية والربو والتشوهات الخلقية وامراض القلب وعليه نطالب ببناء مستشفى متخصص للامراض السرطانية وعلى نفقة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي وراء انهيار مؤسسات الدولة وفقدان العراق لحدوده .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية