آخر الأخبار
ألمقالات

تفكيك وتذويب الفصائل اعتراف خطير يكشف مشروع الولاية الثانية

 

✍🏻 إحسان الموسوي
مركز أبابيل الدولي للدراسات الاستراتيجية
10 ديسمبر 2025

لم يكن تصريح قصي محبوبة مجرد زلة لسان بل كان اعترافا صريحا بمخطط بالغ الخطورة حين استخدم عبارة التفكيك والتذويب بدلا من مصطلحات مألوفة كإعادة الهيكلة أو الإصلاح وهو ما يعكس نية مبيتة لتفكيك البنية العقائدية والسياسية للفصائل الشيعية وتذويبها داخل كيانات رخوة فاقدة للقرار والسيادة

هذا الاعتراف لم يكن ليخرج إلى العلن لولا الاحترافية العالية التي أظهرتها منى سامي في إدارة الحوار إذ اعتمدت تكتيكا هادئا قائما على أسئلة ذكية ومتسلسلة مكنتها من انتزاع المعلومة دون صدام ودون أن يشعر محبوبة بأنه يُستدرج نحو كشف غير محسوب وهو ما يعكس قدرة إعلامية نادرة على تحويل الخطاب الرمادي إلى اعتراف صلب قابل للتحليل والمساءلة

ما قاله محبوبة لم يكن رأيا عابرا بل جاء بصيغة تأكيدية وإصرار على المضي في تنفيذ مشروع التفكيك والتذويب وهو ما يتقاطع مع تسريبات سابقة تحدثت عن تبني محمد شياع لهذا التوجه ضمن تفاهمات مع أطراف أمريكية واستجابة متزامنة لمطالب إسرائيلية تتعلق بتحجيم نفوذ الفصائل الشيعية في العراق والمنطقة

الخطورة لا تكمن فقط في المفردات بل في التوقيت والسياق إذ تأتي هذه التصريحات في ظل ولاية ثانية لمحمد شياع توصف بأنها الأخطر من سابقتها ليس بسبب طبيعة الملفات فحسب بل بسبب حجم التحولات البنيوية التي يسعى إلى فرضها تحت غطاء الدولة والإصلاح بينما تشير الوقائع إلى أن ما يجري هو إعادة رسم للمشهد الشيعي بما يخدم مصالح خارجية ويعيد ضبط التوازنات وفق أجندات إقليمية ودولية

ما كشفته منى سامي لا يمكن اعتباره مجرد سبق إعلامي بل هو وثيقة سياسية مصورة تؤكد أن ما كان يُقال همسا بات يُقال علنا وأن مشروع تفكيك الفصائل لم يعد احتمالا بل خيارا مطروحا على الطاولة وبإصرار مدروس ومسنود بدعم خارجي واضح

هذا التطور يضع الفصائل أمام لحظة مفصلية تتطلب إعادة تقييم شاملة لاستراتيجياتها وخطابها وأدواتها في مواجهة مشروع لا يستهدف وجودها العسكري فقط بل يسعى إلى تذويبها بالكامل وهو ما يجعل من المرحلة المقبلة اختبارا حقيقيا لقدرتها على الصمود وإعادة التموضع في معادلة الحكم والسيادة والهوية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى