حوارات مع المبدعين


حوارات مع المبدعين/الكاتبة والروائية/ياسمين منار براهيمي
حاورها/كمال الحجامي
++شاركت قبل عامين في كتابين بعنوان/عتاب قلب/وقلوب تبوح على ألسنة الورق.
*تعد الكاتبة والروائية ياسمين منار براهيمي من الكاتبات الشابات في عالم الأدب العربي وتنحدر من منطقة/باتنة/ شرق الجزائر، معقل الثورات والمقاومة الباسلة لهذا برعت في الكتابة بنزعة وطنية وهي الآن تدرس/ماستر/ رياضيات تطبيقية وفي عام/2024/أصدرت أولى رواياتها بعنوان /متلازمة/والتي اعتبرتها نقلة نوعية في نمط كتاباتها المعتاد. ترجو الكاتبة أن تترجم مؤلفاتها مستقبلًا إلى لغات أخرى لتوصل شعور الكلمات بطريقة واقعية حدّ المتعة وكذلك تطمح للسمو بالأدب الجزائري إلى مراتب يستحقها في عموم الوطن العربي. فأهلًا وسهلًا بكم في هذا الحوار الشيق:
++ كيف تنتمي الكاتبة /ياسمين إلى مدرسة محددة في كتاباتها وإلى أي المدارس ينتمي مولودك الأدبي في هذا المجال الواسع؟
أكتب غالبًا عن الواقع المعاش بطريقة رمزية لأوصل جلّ مشاعر الفرد إلى مجتمع القراء لذا الغالب أنني أنتمي للمدرسة الواقعية والرمزية، ثم لا أنكر أنني أهوى التأرجح على حبل الكتابة الرومانسية النقية لذا ربما أجمع بين عدة مدارس من خلال تناولي لمزيج متجانس من المواضيع التي تمس النفس البشرية.
كتابي ينتمي إلى المدرسة الواقعية بالدرجة الأولى من ثم يحمل ملامح المدرسة الرمزية، الكلاسيكية والرومانسية كلٌ بنسبة معينة.
++يعتبر الملتقى الثقافي جامعًا لأفكار تنويرية بين رواده، هل باستطاعتكم إنشاء ملتقى أدبي بعيدًا عن الشبكة الافتراضية؟
نعم، لِم لا؟ بل وأطمح لجمع الكُتّاب وتثمين جهودهم ذلك لهدف ترميم الذاكرة الثقافية للمجتمع العربي التي انتهكها تهميش فئة القُرّاء والكُتّاب، فإن لم نحتفِ نحن بقرائنا، من سيفعل؟
++يسهم الكاتب في تنوعه بمفرداته الأدبية والثقافية المتعددة، هل يستميلك الشعر السياسي؟ وهل تفكرين يومًا بكتابته في دفتر ملاحظاتك وإسهاماتك الأدبية والثقافية المتعددة؟
نعم يجذبني الشعر السياسي فقد نشأت وسط قصائد الحرية والكفاح.
كوْني كاتبة ذات نزعة وطنية واضحة، حتمًا أبتغي الكتابة عن وطني، أرضي وجذوري وعن معشوقتي البعيدة والجريحة “فلسطين”، وأن أكون صوت كلّ مستضعف على الأرض يحلم بشيء واحد فقط وهو الأمان. لربما مستقبلًا لو أدركت ملَكة الشعر سأكتب بكلّ تأكيد.
++يعتبر احتواء الكُتّاب الشباب من أهم الاستثمارات الناجحة في الفعاليات الأدبية والثقافية. هل بإمكانكم تسليط الضوء على هؤلاء الشباب ودعمهم والاهتمام بما يكتبون كاحتواء لطاقاتهم وإبداعاتهم في هذين المجالين الأدبيين والارتقاء بهم في النثر والشعر؟
أرجو هذا بشدة فأنا كذلك أعد موهبة صاعدة وشابة، وددت لو وجدت من يحتضن توهجي ككاتبة تمتلك أحلامًا بعيدة لكن بالتأكيد مستقبلًا سأقدم المعونة لكلّ المبتدئين المبدعين ليشقوا طريقهم نحو النجاح في مجال الشعر والنثر.
++ضمن مشوارك الطويل مع الكتابة والرواية بكم تأثرت من الأدباء الكُتاب في الصورة السردية، في كلماتها المؤثرة والحس البلاغي الذي ينال إعجاب المتلقي ويشار إليه في إبداع الرواية والقصة القصيرة؟
للأمانة القائمة طويلة لكنني كأسلوب سرد وكتابة بصفة عامة أغرمت بالأديب المنفلوطي، حسين هيكل، نجيب محفوظ، الرافعي…
كذلك لا ننسى ابنة بلدي الروائية أحلام مستغانمي التي لطالما أبهرني الذكاء الذي تصوغ به عباراتها الأدبية.
++الكتابة للأطفال عالم ساحر في مخيلة الطفل وفهمه وإدراكه بكلّ سهولة وسلاسة واستيعاب. هل كتبت لتلك البراعم الصغيرة مايحتويه مختبرك السردي من أناشيد وقصص قصيرة ذات معنى وفهم يسير في مخيلتهم وإدراكهم العقلي مثلما لدينا القراءة/الخلدونية/والتي لانزال نستذكرها في عقولنا رغم مرور عقود طويلة من الزمن؟
لم أفكر أن أكتب في أدب الطفل من قبل لأنني أظن أن الواقع عنصر ثقيل الاستيعاب بالنسبة لعقل برعم لم يشتد عوده بعد، لا أعلم مستقبلًا إن كنت سأجرب أن أترك بصمة لدى الأطفال.
++تسهم نقاط القوة في أحداث الرواية في الأجواء الموحية في الصوت واللغة والشخصيات. هل هناك عناصر تهم القارئ في عالم متدارك بين الواقع والخيال؟
طبعًا هنالك ما يجذب القارئ، فحينما مزجت الواقع بالخيال تركت له فرصة تحسس الأحداث بطريقة غير نمطية، إذ لم أجمّل الألم لكنني كذلك لم أجعله نافذة نحو الجحيم، أحيانًا علينا زراعة الأمل بين أشواك الخيبات وهذا ما فعلته في روايتي.
++كيف تُسلّطين الضوء على إصدارك التاريخي أو الثقافي، وتستقطبين إليه قرّاءً جدداً لم تسنح لهم خبرتهم أو معارفهم بالاطلاع على هذا الإصدار في مسيرتك الأدبية؟
نشرت روايتي بصيغة إلكترونية ليتسنى للقراء خاصة الذين يقطنون خارج الجزائر قراءتها والتنصت لأفكاري الخجول.
كما أعمل على الترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يقال أنّ الكتاب الأول كالحب الأول لا يُنسى وحتمًا عليّ أن أحارب لأجله كما لم أفعل من قبل.
++وأخيرًا، ماذا أعددتِ للمستقبل القريب من قصص قصيرة، وروايات، ومجالات أدبية أخرى مثل قصص الأطفال، والأناشيد، وغيرها من الفنون الثقافية والأدبية؟
حاليًا أجهز روايتين بموضوعين مختلفين تمامًا، إذ أحببت أن أتحدى نفسي لألقي بفكرة جديدة لم يتم تداولها واستنزافها من قبل الكتّاب، بإذن الله سأنشرهما قريبًا.





