رٌسل القيم.. في وطن الرسالة والإنسانية
لم تنقطع الرسالة المحمدية عن هذه الأرض المباركة منذ أن أشرقت شمسها من مكة المكرمة بل ظلت جذوتها متقدة في صدور أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل يحملونها في قلوبهم قبل أقوالهم وأفعالهم ويجسدونها واقعاً في حياتهم وسلوكهم.
هنا في بلاد الحرمين الشريفين، تتواصل الرسالة النبوية التي زرعها المصطفى ﷺ رسالة القيم والخير والعطاء رسالة التطوع وخدمة الإنسان التي تحولت من مجرد شعور ديني إلى نهج حياة ومنظومة وطنية تُمارس كل يوم في الميادين في موسم الحج والعمرة وفي ساحات العمل التطوعي والإنساني على مدار الساعة وفي مدّ يد العون لكل محتاج دون تمييز أو انتظار مقابل.
إن ما نراه من مئات بل آلاف المتطوعين الذين يهبّون لخدمة ضيوف الرحمن، من معلمين وأكاديميين وموظفين وأفراد من عامة الشعب، ليس سوى امتداد لرسالة النور الأولى التي آمن بها هذا الشعب وتوارثها أباً عن جد.
هؤلاء رسل القيم الحقيقيون الذين يمثلون وجه المملكة الإنساني المشرق ويعكسون عمق الإيمان المتجذر في وجدان هذا الوطن الطاهر.
وفي كل موسم بل في كل وقت طوال العام يتجلى مشهد الوفاء والتلاحم شباب وشابات رجال ونساء يقفون صفاً واحداً لخدمة ضيوف الله بقلوب خاشعة ووجوه باسمة يستشعرون أن أعظم تجارة هي تلك التي يشاركون الله فيها سعياً لرضاه سبحانه مؤمنين بأن ما عند الله خيرٌ وأبقى.
ومن خلفهم قيادة رشيدة تؤمن بأن خدمة الإنسان هي جوهر رسالة المملكة فتدعم وتنظم وتفتح الأبواب أمام كل من يريد أن يكون جزءاً من هذا الشرف العظيم.
فليعلم كل مشكك أو مغرض أن الشعب السعودي وقيادته ليسوا مجرد أبناء وطن بل أبناء رسالة، حملوا على عاتقهم أمانة القيم التي أضاءت العالم منذ فجر الإسلام وسيظلون بإذن الله رسل القيم والخير ما بقي فيهم نفس ينبض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
