آخر الأخبار
السوداني يختتم حملته بإعلان خطة تمتد لـ2050: لاتسمحوا بعودة أصحاب الأزمات الانتخابات تقترب.. المفوضية تفصل سجلات العسكريين عن المدنيين أمام 700 مراقب دولي السوداني يؤكد جاهزية الاقتراع ويدعو البغداديين للمشاركة الواسعة الأسود تبدأ التحضيرات في بغداد  استعدادًا لمواجهتَي الإمارات ضمن الدور الإقصائي المؤهل إلى كأس العال... رسميًا قرعة الملحق العالمي ستجرى يوم الخميس العشرين من الشهر الجاري بمدينة زيوريخ السويسرية . القيادة العامة لسرايا السلام تقرر طرد الذوات المدرجة أسماؤهم في أدناه، وتوجه الجميع الى مقاطعتهم وعد... منفذ ميناء ام قصر الشمالي :ضبط (معمل وملحقاته) مخالف لشروط وضوابط الاستيراد قيادة عمليات شرق صلاح الدين تباشر بمسك مراكز الاقتراع للانتخابات البرلمانية لعام ٢٠٢٥ قيادة عمليات ميسان تباشر مسؤولياتها في مسك مراكز الاقتراع استعدادًا لانتخابات مجلس النواب لعام 2025 اللواء المشاة الثاني والعشرون في الفرقة المشاة السابعة عشرة ينهي الاستعدادات الخاصة بالعملية الانتخا...
ألمقالات

بغداد.. لحظة وعي متجددة

بغداد.. لحظة وعي متجددة
بقلم رياض الفرطوسي
قبل ثلاث سنوات، كانت بغداد محملة بذكريات مدينة متعبة تتنفس صراعاتها أكثر من أحلامها. واليوم، حين يراها الزائر أو يعود لها أبناؤها، يشعر الجميع بالفرق، ليس فقط في الشوارع أو اللافتات الانتخابية، بل في وجوه الناس، في أحاديثهم اليومية، وفي نبض المدينة الذي صار أعمق وأكثر يقظة.
في رحلاتي القصيرة بين أحياء بغداد، جلست مع سائقين سيارات الأجرة، الذين أصبحوا بالنسبة لي مرآة صادقة لشارع العراق. بعضهم أعرب عن إحباطه من السياسة، وقال صراحة إنه لا يثق بالانتخابات المقبلة، ويميل إلى الانسحاب من المشهد العام، متأثراً بالسنوات الماضية من الوعد الفارغ والخداع. كنت أستمع لهم، أعايش شكوكهم، لكن حين ذكرت لهم التغيرات الواقعية في المدينة: الشوارع الأنظف، الخدمات الأكثر انتظاماً، المشاريع الصغيرة التي بدأت تنهض هنا وهناك، والطريقة الجديدة التي تؤدي بها الدولة واجباتها، لاحظت تغيراً في تعابير وجوههم. ببطء، يبدأ اليأس بالتلاشي، ويستبدله إحساس بأن الأمور بدأت تتغير بالفعل، وأن بغداد نفسها أصبحت أكثر قدرة على استعادة حياتها الطبيعية.
هذا ما لاحظته في كل زاوية من المدينة: هناك يدٌ تعمل بصمت، تحرص على الإنجاز أكثر من الضجة، توزع فرصاً، ترفع المشاريع، وتعيد ثقة الناس بالمستقبل. لم يعد الحديث عن العراق مجرد سرد للمشاكل، بل عن القدرة على مواجهة الماضي وتحويله إلى قوة. هذه التجربة تجعلني أدرك أن الفارق الحقيقي بين من يعيش هنا وبين من يزور المدينة، هو الإدراك الحي للتغيير؛ فالزائر قد يلتقط صورة صاخبة، بينما المقيم يشعر بكل تفاصيل هذا التحول.
الدرس الأكبر الذي يستحق التأمل، هو أن العراق بحاجة اليوم إلى من يزرع الأمل في النفوس، ليس شعاراتً فقط، بل رؤية حقيقية يمكن لمس نتائجها يومياً. إنها قوة هادئة تُعيد ترتيب الأولويات، تجعل الناس يثقون بأن المشاركة مهمة، وأن التغيير ممكن، وأن العمل المنجز على الأرض يثمر أكثر من أي خطاب رنان.
وعليه، حين ترى شخصاً فقد ثقته في السياسة ويبدأ بالابتعاد، يكفي أن يلمس أثر الإنجاز في المدينة، أن يشعر بالفرق في حياته اليومية، ليعود عن قناعته السابقة. هذا الشعور العميق بالتحسن، هذه القدرة على إدراك التغير الحقيقي، هي ما يمنح العراق قوته الحقيقية، ويعيد بناء الرابط بين الدولة وشعبها.
بغداد اليوم ليست كما كانت قبل ثلاث سنوات. المدينة تتحدث عن نفسها، عن إرادة صامتة لكنها مؤثرة، عن قدرة الحكومة على إعادة ثقة الناس، وإحياء أملهم. كل شارع جديد، كل مشروع ينجز، وكل خدمة تعاد إلى مكانها الصحيح، تروي قصة نجاح خفي، قصة تجعلنا ندرك أن الطريق إلى التغيير يبدأ من رؤية ملموسة، ومن عمل صادق، ومن إشعال شعلة الأمل في نفوس المواطنين.
إنها لحظة عراقية استثنائية، لحظة تدرك فيها أن التغيير ليس مجرد وعد، بل تجربة يومية محسوسة، وأن البلاد تستطيع أن تنهض بخطوات ثابتة، إذا وُجد من يعمل بصمت ويترجم الكلام إلى أفعال، ويزرع في النفوس اليقين بأن النجاح ممكن، وأن بغداد، مدينتنا، تستحق أن تشرق من جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى