تعاطي وزارة التربية مع الأحداث يثير تساؤلات كثيرة


24..بغداد
يثير تعاطي وزارة التربية مع الأحداث الأخيرة تساؤلا وحيرة داخل الوسط التربوي بعد أن اكتفت بالصمت تجاه حادثة الاعتداء التي تعرض لها أحد المدرسين في مدينة الحرية ببغداد قبل أيام رغم انتشار الفيديو وتفاعل الرأي العام
في المقابل أصدرت الوزارة اليوم بيانا رسميا سريعا أدانت فيه مقطع فيديو لتلميذ وهو يأكل داخل غرفة إدارة إحدى المدارس الابتدائية معتبرة الحدث انتهاكا لخصوصية الطالب.
ورغم أن الفيديو بالفعل يمثل انتهاكا وتشهيرا غير مقبول بطفل داخل بيئة تعليمية إلا أن السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه لدى المعلمين والمتابعين:
لماذا ثارت ثائرة الوزارة دفاعا عن ” صورة الوزارة” بسبب هذا الموقف بينما صمتت تماما عندما أُهين المعلم وتعرض للضرب أمام مدرسته؟
هذا التناقض في سرعة الرد وقوة الخطاب يعمق الشعور السائد داخل الوسط التعليمي بأن الوزارة تعطي الأولوية لصورة المؤسسة على حساب كرامة كوادرها وأن هيبة المعلم لم تعد على رأس الأولويات.
كما يتساءل البعض ما إذا كان هذا التعاطي يرسخ ثقافة خطيرة تضعف مكانة المعلم في نظر الطلبة وتشجع على تكرار الاعتداءات، خصوصا في ظل غياب الاجراءات الرسمية الرادعة.
بين حماية خصوصية الطفل، وهو أمر مسلم به تربويا وقانونيا، وصمت تجاه اعتداء جسدي موثق ضد معلم، يبقى السؤال مطروحا:
هل أصبحت كرامة المعلم آخر ما يفكر به المسؤول والمؤسسة عندما تقرر متى تتكلم ومتى تصمت؟





