آخر الأخبار
أخبار مصر

الكاتب المصرى محمود علام: ما يحدث فى السودان تغير للتركيبة السكانية من مرتزقة العالم

 

الكاتب المصرى : محمود علام

مدينة الفاشر السودانية في دارفور اتحوّلت لمقبرة مفتوحة، وبرك الدم وأكوام الجثث ظاهرة من الفضاء!

إمبارح ظهر تقرير مفزع من مختبر أبحاث جامعة ييل Yale الأمريكية، بيحلل صور حديثة للأقمار الصناعية تم التقاطها خلال اليومين اللي فاتوا من أقمار Maxar لمدينة الفاشر السودانية في دارفور… والصور دي كشفت عن كوارث مفيش عقل يقدر يتخيلها…

الصور زي ما انت شايف (وهسيبلك اللينك بتاعها مباشرة تحت في المصادر 👇) باين فيها بقع ضخمة تقدر مساحتها بالأمتار، لونها أحمر غامق على الأرض، وحسب التحليل العلمي؛ الخبراء بيقولوا إنها غالبًا دماء، ووجودها بالشكل ده والكمية دي معناه بشكل مباشر إن في “آلاف” من الناس اتقتلوا في أماكن التقاط الصور دي!

ومش بس كده، الصور كمان ظهر فيها أكوام ضخمة من الجثث مرصوصة فوق بعضها، حجمها متناسق تمامًا مع متوسط أحجام الأجسام البشرية، والأكوام دي تم رصدها مباشرةً بجوار عربيات ميليشيا الدعم السريع، وجنب السواتر الترابية اللي محاصرة المدينة من كل الاتجاهات…

والأمور مش متوقفة على القتل في الشوارع بس…

من كام ساعة فاتوا، حاكم ولاية دارفور “مني أركو مناوي” قال في تصريح رسمي كتبه في صورة تغريدة على منصة “إكس”، إن في أكتر من 460 مريض ومصاب تم تصفيتهم جميعًا بالرصاص في المستشفى السعودي في الفاشر!

تخيل أنت كده المشهد… مريض راقد في المستشفى ضعيف وعاجز مش قادر يتحرك، سواء كان شيخ عجوز أو طفل أو امرأة، وفجأة يقتحم عليهم المستشفى عصابات وحشية مسلحة، ويفتحوا النار على الجميع بدون تفرقة لحد ما كل اللي في المستشفى بلا استثناء يتصفوا… وده مش كلام من شخص، دي متصورة فيديوهات أنا شفتها بعيني ومحدش حكالي عليها…

طب الناس مش بتهرب ليه؟

عشان للأسف مفيش مجال للهروب!

اللي لحق يهرب قبل سقوط المدينة لحق، لكن للأسف بعد السقوط وقبله بساعات، عصابات الدعم السريع سدّوا جميع الشوارع ومداخل المدينة وأحياءها بالعربيات والسواتر الترابية عشان يمنعوا أي حد يطلع، وبعدها مباشرة بقالهم يومين تقريبًا لحد دلوقتي بينفذوا عمليات إبادة وتطهير عرقي، وبيصفوا شعب كامل من المدنيين، “من الباب للباب” زي ما وضحت المصادر الصحفية… بمعنى إنهم بيمشوا جوه الشوارع يكسروا أبواب البيوت ويقتحموها ويصفوا اللي جواها، وبعدين يسحبوا جثثهم للخارج في أكوام بتترمى تحت الشمس!

طب ليه بيصفوا الناس العُزّل بالوحشية دي؟!

عشان يا صديقي الموضوع مش حرب أهلية زي ما الإعلام العالمي بيقول عليها أصلًا…

العصابات بتاعت الدعم السريع دي عبارة عن مرتزقة جايين من أكتر من 20 دولة، معظمهم من كولومبيا ومالي والنيجر وتشاد وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وبيتم استقطابهم غالبًا عبر الروابط القبلية أو الإغراءات المادية بالدهب اللي بيستخرجه الدعم السريع من مناجم دارفور، أو التمويلات المالية اللي بيستقبلها قائدهم “حميدتي” -للأسف- من الإمارات…

يعني الناس دول معظمهم مش سودانيين أصلًا… بل هما جايين من دول تانية تحت وعود الفلوس والمناصب… والهدف الأساسي من المذابح البشعة اللي بيعملوها دي هو حاجة مقبضة، هتعصر قلبك لما أقولهالك…

بيقتلوهم عشان يغيروا التركيبة السكانية والديموغرافية للشعب اللي عايش هناك، بهدف إنهاء وجود السكان من القبائل الإفريقية غير عربية الأصل، والإستيلاء على أرضهم بالكامل… وكل ده بيمهدوا بيه للمخطط الأكبر… تقسيم السودان كلها…

طب عرفنا ان قائد الدعم السريع هو “حميدتي”… لكن مين اللي بيقود تنفيذ خطة الإبادة الجماعية دي على الأرض؟!

الشخص اللي قدامك في الصورة اللي تحت ده…

اللي قدامك ده إسمه “الفاتح عبد الله إدريس” الملقب بـ “أبو لولو”… واحد من قادة عصابة الدعم السريع، ورتبته (عميد)… وهو حاليًا يعتبر سفاح القرن بجدارة، ومطلوب للعدالة الدولية، بعد ما ارتكب كمية تاريخية من المذابح والجرائم يعجز العقل البشري عن تصورها…

تخيل إن الشخص ده في الساعات اللي فاتت، طلع بنفسه في فيديوهات بيتفاخر إنه قتل 900 بني آدم في يوم واحد، وبيقول إنه “أقسم على قتل 2000 شخص في نفس يوم” كنوع من الرهان ما بينه وبين جنوده وأصدقاءه… ولو في أي وقت أخطأ في العد، هيعود تاني ويبدأ من الصفر، لحد ما يكسر الرقم القياسي ويحقق إنجازه على دم المدنيين العُزّل!

وده نموذج مصغر جدًا للوحشية غير الآدمية اللي بتحصل يوميًا هناك، واللي مشفناش زيها حتى من الصهاينة في غزة…

التغطية للسودان لسه مستمرة، ولسه هتكلم عن كوابيس تانية بتحصل هناك في تقارير جاية، وكالعادة هتلاقي لينكات كامل التقارير الصحفية والدراسات وصور الأقمار الصناعية والمصادر اللي استعملتها في المصادر تحت.

ومتنساش تعمل شير ضروري عشان التفاصيل دي توصل للناس كلها، ويعرفوا أيه اللي بيحصل على بعد كيلومترات من حدودنا الجنوبية، وبدعم من مين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى