فن وامرأة وإرادة..


فن وامرأة وإرادة..
د. علاء صابر الموسوي
ريما عوام لوحة لبنانية بريشة الواقع والإبداع
بأناقة الحضور وعمق الرؤية ، استضافت شاشة LBCI الفنانة التشكيلية اللبنانية المتميزة (ريما عوام) ، في لقاء لم يكن مجرد حوار عابر ، بل فسحة لتبادل الإلهام والتأمل في مسيرة فنية وإنسانية حافلة . مثلت الفنانة عوام نموذجاً للمرأة اللبنانية التي صقلت موهبتها بالإرادة ، لتخلق من قماشة الحياة لوحات تلامس الواقع بصدق فني.
إطلالة اللوحات.. حديث الألوان والتفاصيل ..
في فضاء اللقاء ، كانت أعمالها حاضرة كشاهد صامت بليغ على مدى تمكنها ، حيث زينت المكان لوحاتها التي تحمل بصمات الواقعية الساحرة ، والتي تشد انتباه المشاهد والمتذوق ، لعل أبرزها:
(لوحة العجوز): التي تختزل عمراً وحكاية، تُظهر براعة الفنانة في التقاط التفاصيل الدقيقة للتجاعيد ونظرة الحكمة.
(تشي جيفارا): رمز الثورة والمبدأ، التي تعكس اهتمامها بالشخصيات المؤثرة والقضايا الإنسانية.
(صخرة الروشة): أيقونة بيروت ولبنان ، تُترجم عشقها لوطنها وجماله الطبيعي والتاريخي.
وكل لوحاتها تحمل دلالات عميقة ، في تقييم النقاد والمحبين للفن التشكيلي وكأنها صرخة احتجاج بصيغة فنية راقية .
سفيرة لبنان الفنية.. عبور الحدود بالإبداع ..
أكدت الفنانة ريما عوام من خلال إجاباتها أنها لم تحصر موهبتها ضمن الحدود المحلية ، بل حملت راية لبنان عالياً ، ممثلة وطنها عالمياً وعربياً في محافل دولية بارزة، كان أهمها:
مشاركتها كـضيف شرف وممثلة فاعلة عن لبنان في مهرجان المرأة العربية في تونس / سوسة، ضمن ملتقى النساء العربيات المبدعات والشخصيات العالمية ، حيث التميز بريشتها الواقعية التي نقلت جمال الفن اللبناني وأصالته.
حصدت على إعجاب وتقدير المتذوقين والفنانين في عدة معارض دولية ، لتثبت أن الإبداع لا يعرف الجغرافيا.
إرادة الإنجاز.. الفن كـتحدٍ شخصي ..
تتجلى في مسيرة ريما عوام قصة ملهمة لـالمرأة العصامية ، فبالرغم من مسؤولياتها الأسرية التي بدأت في سن مبكرة وإنجابها لأربعة أولاد ، لم تستسلم للقيود بل اتخذت من التحدي جسراً للإنجاز . لقد قررت أن تجتهد وتقدم إضافة للمشهد الفني ، فاشتهرت بلوحاتها المعروضة في المحافل المحلية والدولية.
الفن العلاجي.. ريشة تداوي النفوس ..
في لفتة إنسانية عميقة، أضافت الفنانة بعداً جديداً لنشاطها الفني بتبنيها لـأسلوب الفن العلاجي . عبر ورش عمل تنظمها في لبنان وأثناء جولاتها في المدن العربية ، تسعى ريما عوام لاستخدام قوة اللون والريشة في التعبير والتخفيف من الأعباء النفسية ، مؤمنة بأن الفن ليس مجرد جمال بصري ، بل هو سعادة وشفاء للروح.
إن ريما عوام ليست مجرد فنانة تشكيلية ، بل هي قصة نجاح لبنانية تجسد التوفيق بين الأمومة والإبداع، والشهرة الدولية التي بنيت على شغف صادق والتزام بتقديم فن واقعي يلامس الوجدان.




