آخر الأخبار
تدريسي في جامعة القادسية يترجم كتاباً للغة الانكليزية حول حياة فاطمة الزهراء عليها السلام مصطفى قتيبة يتفوق على نظيره الاماراتي بوزن 60 كغم ويتاهل إلى دور نصف النهائي بالمواي تاي محافظ ميسان يزور بازار ميسان الثقافي ويشيد بالطاقات الشبابية والإبداع المحلي شؤون المرأة في نقل كهرباء المنطقة الوسطى تنظم فعالية صحية للتوعية بمرضَي الضغط والسكر القيادة العامة لسرايا السلام تفتتح المبنى الجديد لمستشفى عطاء الصدر الخيري لعلاج الإدمان والتأهيل ال... الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف… رائدة الطب النسوي في العراق وجوهرة العمارة الطبية رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال نائباً لرئيس اللجنة الفنية والتطوير في FIFA اختتام بطولة الجامعة الثالثة لكرة المنضدة المقامة في رحاب الكلية التقنية الهندسية الكهربائية كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة تشارك في مراسم حفل التخرج المركزي لجامعة البصرة رئيس اتحاد الكرة يبارك بلوغ منتخب كرة الصالات نهائيات آسيا
منوعات

الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف… رائدة الطب النسوي في العراق وجوهرة العمارة الطبية

الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف… رائدة الطب النسوي في العراق وجوهرة العمارة الطبية.
……………………………………………………..
في صفحات التاريخ الطبي العراقي، تبرز أسماء نساءٍ نادرات تحدّين الظروف وعبّدن الطريق للأجيال اللاحقة في ميدانٍ كان حكرًا على الرجال لعقود طويلة. ومن بين هؤلاء الرائدات تتلألأ سيرة المرحومة الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف، التي كرّست حياتها لخدمة الإنسان العراقي، ووضعت بصمتها الخالدة في سجل الطب النسوي والإنساني في البلاد.
البدايات والتعليم.
وُلدت الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف في العراق عام 1925، في زمنٍ كانت فيه دراسة الطب للنساء حلمًا نادر التحقيق. لكنها، بعزيمةٍ وإصرارٍ لا يلينان، شقّت طريقها نحو العلم، لتتخرج عام 1954 من الجامعة السورية في دمشق، حاملةً شهادة الطب التي جعلتها من أوائل الطبيبات العراقيات في القرن العشرين.
وفي العام التالي، 1955، حصلت على إجازة العمل من وزارة الصحة العراقية، لتبدأ رحلتها المهنية الطويلة في خدمة أبناء وطنها.
مسيرتها المهنية.
بدأت الدكتورة جليلة عملها في المستشفى الملكي ببغداد ضمن قسم أمراض الأطفال، حيث اشتهرت بدقتها العلمية ورهافة إنسانيتها في التعامل مع المرضى الصغار وأسرهم.
وفي عام 1961، انتقلت إلى صحة الطلاب في مدينة الموصل، لتخدم هناك حتى عام 1964، حيث ساهمت في نشر الوعي الصحي المدرسي ومتابعة الحالات المرضية لدى الطلبة.
ثم واصلت عملها في مستوصف أربيل لعامٍ واحد، قبل أن تعود مجددًا إلى صحة الموصل عام 1965، لتؤكد التزامها بخدمة الناس في مختلف مدن العراق دون تردد أو تمييز.
وفي عام 1968، انتقلت إلى دائرة رعاية الأمومة والطفولة في بغداد، لتسهم في تطوير برامج الرعاية الصحية للنساء والأطفال في العاصمة.
خدمتها في مدينة العمارة.
من المحطات المشرقة في مسيرة الدكتورة جليلة إيليا، خدمتها في مدينة العمارة (ميسان)، حيث كانت تمتلك عيادة خاصة تقع في شارع المعارف، المعروف اليوم باسم شارع التربية.
هناك، أحبّها الناس وبادلوا إخلاصها وفاءً، إذ كانت تستقبل المرضى بعطفٍ أمٍّ على أبنائها، وتمنح علاجها وعلمها بإنسانية نادرة، حتى أصبحت من الشخصيات الطبية التي ما زال أهالي العمارة يذكرونها بكل تقديرٍ وإجلال.
الرحيل والإرث الإنساني.
رحلت الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف إلى جوار ربها في 12 أيلول عام 1976، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء والخدمة. ورغم مرور العقود، بقي اسمها حاضرًا في ذاكرة زملائها ومرضاها وكل من عرفها، كرمزٍ للمرأة العراقية التي آمنت بالعلم رسالةً، وبالطب طريقًا للخير والمحبة.
لقد كانت الدكتورة جليلة إيليا أبو الصوف واحدة من الأصوات الهادئة التي صنعت أثرًا كبيرًا دون أن تبحث عن أضواء أو ألقاب. تركت بصمتها في بغداد والموصل وأربيل، لكنها وجدت في العمارة روحها ومكانها الأثير، حيث امتزج اسمها بتاريخ الطب في الجنوب العراقي.
رحمها الله رحمةً واسعة، وجزاها خير الجزاء على ما قدّمته من علمٍ وإنسانية، فقد كانت بحق أنموذجًا للطبيبة العراقية الرائدة، والمرأة التي سبقت زمنها بإرادتها وإخلاصها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى