آخر الأخبار
منوعات

الأستاذ عبد الجبار ميرزا… معلمٌ خلّدته ذاكرة العمارة.

الأستاذ عبد الجبار ميرزا… معلمٌ خلّدته ذاكرة العمارة.
………………………………………………….
في كل مدينةٍ، ثمة أسماء لا تُنسى، وشخصيات تظلّ حاضرة في الوجدان مهما مرّت الأعوام. هم أولئك الذين حملوا رسالة التعليم بإخلاص، وسقوا أجيالًا من معين علمهم دون أن ينتظروا جزاءً أو شكورًا. ومن بين هؤلاء الأفاضل، يسطع اسم الأستاذ المرحوم عبد الجبار ميرزا، أحد رموز التربية والتعليم في محافظة ميسان، وواحد من الأساتذة الذين تركوا بصمة لا تمحى في ذاكرة تلامذتهم وزملائه.
وُلد الأستاذ عبد الجبار ميرزا عام 1934 في مدينة العمارة، وتخرّج في جامعة بغداد – دار المعلمين العالية، قسم اللغة الإنكليزية عام 1958، ليبدأ بعدها مشواره المهني في خدمة التربية والتعليم، إذ عُيّن في عام 1959، ثم تنقّل في ميادين التعليم حتى استقر في إعدادية العمارة للبنين عام 1971، وكان من أبرز أساتذتها وأكثرهم تأثيرًا في نفوس الطلبة.
عرفه طلابه أستاذًا متمكنًا من مادته، صبورًا في عطائه، واسع المعرفة، متواضعًا في سلوكه، لا يكلّ ولا يملّ من متابعة طلابه وتطوير مستواهم. كان يؤمن أن التعليم رسالة لا وظيفة، وأن بناء الإنسان هو الغاية الأولى لكل جهد يبذله المربي. ومن قاعات الدرس التي شهدت صوته الهادئ ونبراته الواثقة، انطلقت أجيال حملت علمه في قلوبها قبل عقولها، وظلّ أثره واضحًا فيمن تتلمذوا على يديه، جيلاً بعد جيل.
وما زال تلامذته يتذكرونه بكل محبةٍ وامتنان، يروون قصصه ومواقفه كما لو كانت بالأمس، ويشهدون له بالفضل في تأسيسهم القوي في اللغة الإنكليزية، إذ كان بحقّ أحد أعمدة هذا التخصص في ميسان.
رحم الله الأستاذ الفاضل عبد الجبار ميرزا، الذي رحل بجسده وبقي اسمه محفورًا في ذاكرة طلابه وزملائه، ترك إرثًا من العلم والخلق الرفيع، وسيرةً نقيةً تفوح عبقًا كلما ذُكرت.
ختامًا، لا يموت المعلم الحقّ، لأنه يخلّد نفسه في عقول الآخرين، ويترك من علمه ما يستمر نوره بعد رحيله. سلامٌ على روحه الطاهرة، ودعاءٌ صادق بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّاته، وأن يجزيه خير الجزاء عمّا قدّم من علمٍ نافعٍ وأثرٍ باقٍ في أجيالٍ لا تزال تذكره بكل الوفاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى