حين يتكلم الصندوق


بقلم: هادي جلو مرعي
صوتك يبني فكل صوت صادق يفتح باب الأمل ويضع لبنة في جدار الوطن
الصندوق الدوار من يستحق ومن لا يستحق لا يجد مكانا مناسبا فيقف لا ليدور بل ليرجع هكذا أنا لا أميز بين الوجوه بل أقرأ ما خلف الأوراق وأشعر بنبض من يقترب مني
أنا الصندوق الذي يفتح بابه في مواسم الأمل حين تتقاطع النظرات نحو الغد وتتشابك الدعوات بأن يكون القادم أفضل كل ورقة تلقى في تحمل حلما صغيرا أو وعدا كبيرا وبين الحلم والوعد تكتب قصة وطن يتغير ببطء لكنه لا يفقد الأمل
أحتوي آمال الناس جميعا لكنني لا أقبل إلا ما كتب بضمير ففي تعرف النوايا طريقها وتميز القلوب الصادقة عن تلك التي اعتادت على المراوغة
وفوقي نجد من يحرسني بأمانة عالية بعيون لا تنام وضمير يحمي الثقة ليبقى الأمل مصونا من كل عبث أو زيف أنا صندوق الآمال وصندوق التغيير لا أنحاز لأحد بل أنحاز للوطن وحده
كل ورقة اختارت بإرادة لا بفرض وكل شخص يمثل نفسه وحده فأنا لا أقبل إلا صوتا حقيقيا نابعاً من قناعة لأن الصدق وحده هو الذي يصنع الفرق ولأنني لا أقف مرة واحدة بل أعود بعد سنوات لأختبر الوعي من جديد ولأمنح الفرصة لمن يستحق
قد يظن البعض أنني مجرد صندوق ساكن لكني أعيش كل مرة نبضا جديدا لوطن يؤمن أن التغيير يبدأ من لحظة صدق أنا الصندوق الدوار أدور بالأمل وأقف فقط حين يتوقف الإخلاص لأن الأوطان لا تبنى بالكلمات بل بالأصوات التي تخرج من القلب
صوتك يبني




