مقهى سبعينيات يحتفي بالشاعرة رشأ كردي في أمسية شعرية بعنوان ” عزف الحرف”


سمير القاسمي
الرياض – 22 أكتوبر 2025
في أجواءٍ أدبية دافئة تنبض بالشغف والجمال، شهدت العاصمة الرياض مساء الأربعاء، أمسية شعرية بعنوان “عزف الحرف”، احتضنها مقهى سبعينيات 1974، أحد أبرز الفضاءات الثقافية التي تجمع بين عبق الماضي وحداثة الحاضر.
الأمسية التي أحيتها الشاعرة رشأ عبداللطيف كردي، جاءت كلوحة فنية تمازج فيها عبير القهوة مع نغم القصيدة، وسط حضور نوعي من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
منذ اللحظة الأولى لاعتلاء الشاعرة المنصة، بدت الأجواء غارقة في سحر الحرف وإيقاع الكلمة، حيث ألقت رشأ كردي مجموعة من قصائدها التي تنوعت بين وجدانياتٍ رقيقة وتأملاتٍ إنسانية عميقة، لتنسج أمام الحضور حكاياتٍ من الجمال والدهشة.
تميّز أداؤها بالإلقاء الهادئ المتزن الذي يلامس الوجدان ويعزف على أوتار العاطفة، فكانت القصائد تتنقّل بين موضوعات الحب والوطن والأنوثة والوقت، في تناغمٍ موسيقي يُعيد للأذهان بهاء الشعر العربي الأصيل.
وأدارت الأمسية الإعلامية سمر الغامدي، بأسلوب راقٍ وحضور لافت، حيث نجحت في خلق حالة من التفاعل الحي بين الشاعرة والجمهور، من خلال أسئلتها الذكية وتعليقاتها التي أضفت على الأمسية روحًا من الحوار الثقافي المتبادل، فجاءت إدارة الحوار متناغمة مع جو القصائد وانسيابيتها.
من جانبه، برز خلف الكواليس اسم محمد الشنقيطي، الذي وُصف بـ”دينمو الأمسيات والفعاليات”، إذ كان له الدور المحوري في تنظيم اللقاء وتجهيز تفاصيله بعنايةٍ جعلت من أمسية “عزف الحرف” حدثًا يليق بالذائقة الشعرية الرفيعة.
وفي ختام الأمسية، وقّعت الشاعرة ديوانها الجديد “نعم” وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين حرصوا على اقتناء نسخهم الموقعة والتقاط الصور التذكارية معها، في لحظةٍ اختزلت دفء الكلمة وصدق الإبداع.
وقد عبّر عدد من الحاضرين عن إعجابهم بمستوى الأمسية، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات الأدبية تُعيد للثقافة حضورها الحقيقي في المشهد العام، وتؤكد أن الشعر ما زال ينبض في وجدان الناس رغم تسارع العصر.
بهذا الحضور الشعري اللافت، أثبتت أمسية “عزف الحرف” أن الأدب في السعودية يعيش حالة ازدهار متجدد، وأن الأصوات الشعرية النسائية تواصل بثّ ضوءها الخاص في سماء الإبداع، بصدقٍ، وإحساسٍ، وانتماءٍ للحرف الجميل.





