آخر الأخبار
ألمقالات

تخصص المعلومات وتقنيات المعرفة: علمٌ بين البيانات والمعرفة لا بين الإنسان والمجتمع

 

بقلم الاستاذ الدكتور علي عبد الصمد خضير

يُعد تخصص المعلومات وتقنيات المعرفة من التخصصات الحديثة التي تمثل جسراً بين المعرفة العلمية والتقنية الرقمية، إلا أنّ طابعه العام يجعله أقرب إلى التخصصات العلمية منه إلى الاجتماعية أو الإنسانية. فأساس هذا التخصص يقوم على تحليل البيانات، وبناء النظم المعلوماتية، وتصميم البرمجيات، وإدارة المعرفة الرقمية، وهي مجالات ذات طبيعة علمية تطبيقية تعتمد على المنهج التجريبي والتقني.

إنّ أغلب المقررات والبرامج الدراسية في الدراسات الاولية والعليا في هذا التخصص تحمل طابعاً علمياً واضحاً، مثل البرمجة، وقواعد البيانات، ونظم المعلومات، وتحليل البيانات، وتصميم واجهات الاستخدام، وإدارة المحتوى الرقمي، وهي مواد تتطلب مهارات في التفكير المنطقي والتحليل العلمي أكثر من اعتمادها على المنهج الوصفي الذي يميز العلوم الإنسانية.

وبذلك يُعد هذا التخصص ميداناً علمياً معاصراً يجمع بين التكنولوجيا والمعرفة بهدف إنتاج حلول رقمية مبتكرة تخدم البحث والتعليم والمجتمع، مما يؤكد انتماءه إلى الحقول العلمية التطبيقية في بنيته وأهدافه ومناهجه الدراسية.

في حين تركز العلوم الإنسانية والاجتماعية على الإنسان وسلوكه ومجتمعه، فإنّ المعلومات وتقنيات المعرفة تنطلق من البنية الرقمية للبيانات وكيفية تحويلها إلى معرفة قابلة للاستخدام. فهو يعتمد على أسس علمية مثل الحوسبة، وتحليل البيانات، والتعلم الآلي، وتصميم النظم الذكية، وكلها أدوات تستند إلى المنهج التجريبي والتقني لا الوصفي أو التأويلي.

إضافة إلى ذلك، يسعى هذا التخصص إلى تطوير بيئات معرفية رقمية، وإدارة المحتوى والمعلومات باستخدام التقنيات الحديثة، مما يجعله ركيزة في التحول الرقمي والابتكار العلمي في المؤسسات الأكاديمية والبحثية. ومن هنا، فإنّ موقعه الطبيعي بين التخصصات العلمية يفرضه منهجه القائم على التجريب والتطبيق والتكامل بين التكنولوجيا والمعرفة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى