حوارات مع المبدعين


حوارات مع المبدعين/البروفيسور /سعاد بسناسي/ناقدة وشاعرة مختصة في اللسانيات والصوتيات جامعة وهران 1/الجزائر
كمال الحجامي
&&بسناسي: عميدة كلية الآداب والفنون/جامعةوهران1 من عام .2018/2021.
&&::نالت شهادة الاستحقاق من المجلس الأعلى للغة العربية لعام 2024 نظير جهودها المتميزة في خدمة اللغة العربية.
من ضمن حواراتنا المتواصلة في مجال الأدب والعلم والفن وغيرها من المجالات الأدبية والثقافية الأخرى كان هذا الحوار مع الدكتورة/سعاد بسناسي (دكتوراه علوم في الدراسات اللغوية والصوتيات ومهتمة بالسيميائيات/السرديات والتأويل والذكاء الاصطناعي واللغة العربية).
مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام جامعة وهران 1 الجزائر منذ 2016 الى يومنا هذا.
تدير مجلة الكلم الدولية المحكمة المصنفة ورئيس تحريرها منذ 2014 الى يومنا هذا. المجلة مدرجة ضمن منصة المجلات الإلكترونية الجزائرية/مؤسسة ورئيسة أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي منذ 2022 إلى يومنا هذا.
تحصلت على شهادة الليسانس لغة وأدب عربي سنة 1999 جامعة وهران 1، وشهادة الماجستير من جامعة وهران 1 أحمد بن بلة سنة 2002 بتقدير مشرف جدا. وأيضا نيلها شهادة الدكتوراه من ذات الجامعة في علوم تخصص /لسانيات وصوتيات 2007 جامعة وهران1/الجزائر .وبدأت في مجالها التدريسي في الجامعة منذ عام/2002/إلى يومنا هذا واستطاعت الإشراف على أكثر من (30) أطروحة دكتوراه عبر مختلف جامعات الوطن في مجال اللسانيات والصوتيات والذكاء الاصطناعي والتأويل، وصدر لها مايفوق خمسين كتابا بينه فردي وجماعي. وصدرت لها مجموعة شعرية بعنوان/ظلال لاتنتهي/لعام 2025/ولها تحت الطبع رواية حديثة وفي مجال تنوع اعمالها فأهلا وسهلاً بالدكتورة/سعاد بسناسي/في هذا الحوار معها عبر الأثير
&&يشهد الواقع الأدبي في عموم الوطن العربي حراكا متواصلا في مجالاته الأدبية والعلمية في نهضة فكرية كيف تستلهمين الذكاء الآلي والسيبيراني ضمن هذا التجديد السريع في العالميه العربي والأجنبية.
-أولا أشكركم على فيض محبتكم ووافر امتناني على هذه الاستضافة الأثيرية. حقيقة يشهد العالم تطورات متسارعة في مختلف المجالات، ومنه وجب علينا مسايرتها من أجل الإفادة والاستفادة، وهذا ما أسعى إليه من خلال بحوثي ودراساتي المتواضعة بشكل مستمر، فعالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي يتوجب الفهم والتطبيق من أجل استثماره في مجالات حياتنا بشكل إيجابي وأنا أسعى لربطه بتعليم وتعلم اللغة العربية، ومنه فتحت مشروع بحث بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعنوان: الذكاء الاصطناعي وتعليمية اللغة العربية. والأمن السيبراني من المواضيع المعاصرة التي تتطلب التحسيس والأوعية خاصة لشبابنا وأبنائنا بل وكل فئات المجتمع لحماية أنفسهم من تلك الهجمات السيبرانية والاحتراز من مكائد الأنترنت والكثير من المواقع غير المأمنة.
$ مجال التخصص في الصوتيات واللسانيات مرجعاً حديثاً على العاملين في هذا الاختصاص الصعب . كيف تصلين بمعلوماتك واهتمامك إلى طلبة الجامعات والكليات بكل سلاسة وفهم وإدراك لمستوى استيعابهم لهذة الحداثة في تنوع المجال اللغوي وإدراكه بيسر وسهولة.
ـسؤال وجيه ويعود بي إلى سنة 2010 أين كنت سأترقى إلى رتبة أستاذ محاضر بعد الحصول على شهادة الدكتوراه خمس سنوات نجتاز لجنة ترقية تتكون من خبراء على المستوى الوطني فأحد الممتحنين في لجنتي للترقية والتأهيل بالحرف الواحد قال: ( كنت أتوقع لما وصلني ملف المترشحة الدكتورة سعاد بسناسي أنها كبيرة في السن، لكن تفاجأت بأنها شابة في مقتبل العمر لأن مجال الصوتيات صعب جدا لا يلجه إلا كبار السن من المختصين المقتدرين) وأشير إلى اسمه هو الأستاذ القدير من جامعة عنابة البروفيسور بشير إبرير. الشاهد في هذا أنني ولعت باللغة العربية منذ صغري وتأثرت بمعاني وبوالدي الذي درسني في المرحلة الابتدائية، وكنت دوما متفوقة في المادة إلى أن وصلت للجامعة اخترت في مرحلة الماجستير تخصص دراسات لغوية في الجزائر ومنها بدأت رحلتي في اللسانيات والصوتيات تأثرا بأستاذي ومشرفي الشيخ مكي درار حفظه الله ورعاه. قامة في الصوتيات مما جعلني أتخصص فيها في الدكتوراه وأدرسها لسنوات إلى يومنا هذا اطلبني بكل حب وأسهل عليهم مداخلها ومباحثها.
$$أصبح الشعر في وقتنا الحاضر في حالة من التطور في العديد من حالاته النصية وجمال بلاغته إلى مستوى يحاكي الأديب العربي في رؤى وإسهاب مقرب من فهمه ومستواه الذهني. ماذا عن اختلافك وتقييمك لهذا الإدراك وبساطته للمتلقي في الساحة الأدبية؟
– إجابة عن هذا السؤال ستكون لي نظرة القارئة المتذوقة والدارسة للشعر، ونظرة الشاعرة المبدعة. فقراءتي للشعر المعاصر بما يعتريه من اغتراب وما يتضمنه من معاني متباينة للذات الإنسانية يتحقق بدافع الاستنباط والاستبطان لذات الشاعر ومن خلاله الآخر وما يحمله الشعر من غموض يحتاج تأويلات، وهذا ما دفعني لتأليف كتابي مضمرات ملفوظ السرد، وكتاب الرؤية السردية وسؤال المعنى مقاربة تأويلية طبعا بالأردن والثالث تحت الطبع بالجزائر بعنوان: تجليات الذات في الشعر العربي المعاصر. وكانت تجربة متميزة في النقد والتأويل ودراسة الشعر العربي المعاصر. وممارستي للشعر من باب الإبداع كانت كذلك تجربة خاصة صوفية عميقة موحية أنتظر من القراء تقديم وجهات نظرهم بكل رحابة صدر، وبالمناسبة ستكون دراسات متنوعة عبر ربوع الجزائر ووطننا العربي لهذا الديوان ظلال لا تشبهني تطبع في مجلد خاص بحول الله تعالى.
&& كيف توضحين للقارئ الاختصاص بالصوتيات واللسانيات والتأويل لدى المتلقي من طلبة وعموم المجتمع في هذا الاستهلال والفهم اليسير.
ـاشتغالي لسنوات منذ 1999 إلى يومنا هذا في مجال اللسانيات والصوتيات أفادني كثيرا في المجال النقدي والسردي والتأويلي، فكنت أخشى اقتحام النقد والتأويل لصعوبتهما، ولكن تمرسي في تخصصي الأول أفادني كثيرا على التطبيق والتحليل في مجال النقد والتأويل. فاللسانيات بمستوياتها تحقق النسيج اللغوي للنص، والصوتيات المستوى الأساسي القاعدي للغة بفرعيها الفونتيكا والفونولوجيا والصوت مفتاح اللغة ومستواها الذي نبدأ به أثناء التركيب وأقصى ما تصل إليه عند التحليل والتحكم في المفاتيح الصوتية يجعلنا نتحكم في باقي المستويات ومنه هو تحكم في اللغة كما يجب. ولا أجد أدنى صعوبة في توضيح ذلك وشرحه لطلبتي أو لطلبة مختلف جامعات الوطن وخارجه الجزائر عن بعد، والتأويل ضرورة للخروج بالنصوص من مجالها المنغلق إلى آفاق رحبة وواسعة للفهم واستخلاص المعاني والدلالات، والباحث لا يجب أن يقف عند الفهم العادي للغة بل وطب عليه تأويل معاني النصوص لبلوغ الهدف
$$تعتبر كنخابة القصص للأطفال مجالا خصبا وممتعا يتابعه الأطفال بكل حب واشتياق وذلك لسهولة المعنى وقربه من مستواهم العقلي . ماذا عن مشوارك الأدبي فى نشر روايات قصيرة محببة للبراعم الصغيرة كالذي كانه في بدايات حياتنا من بدايته الروضة وحتى الابتدائية وكأنها مصقولة في أذهاننا لحد الآن بحمال كلماتها وبلاغة معانيها..
-قدمت عدة ندوات في أدب الطفل لطلبة الجامعات الجزائرية ضمن مؤتمرات وطنية ودولية، وكذلك لطلبة الدراسات العليا في العراق الشقيق وغيره عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، وهذا لإيماني بأهمية الكتابة للطفل لاسيما أني درست وعلمت في جميع المراحل التعليمية من الابتدائى إلى المتوسط إلى الثانوي وصولا إلى الجامعي وأدركت أن الكثير من النصوص التعليمية تحتاج إلى إعادة نظر من حيث المحتوى والمضمون وحتى الشكل الصور والرسوم والألوان وقدمت مداخلات في موضوع فقر التعلم في إطار ندوات المجلس الأعلى للغة العربية ونشرت ضمن كتاب جماعي، فالكتابة للطفل تحتاج إلى اهتمام كبير وعناية خاصة لأن أبناءنا هم أمل المستقبل وطموح البلاد ويناة المجتمعات. ومنه جاء كتابي الذي طبع في القاهرة 2025 حول أدب الطفل والفتيان دراسة في التخييل والتأويل لمشروع مصطفى عطية. آمل أن يكون إضافة للمكتبة العربية ويؤسس لأدب الطفل في الوطن العربي.
&&نشهد بين الحين والآخر ملتقيات شعرية أو ثقافية في مربد البصرة والسعودية (شاعر المليون) وكذلك دولة قطر ماذا تضيف هذة المشاركات في لقاءه وحضوره إلى محتواه الشخصي كشاعر ومفكر وروائي إلى هذا الحضور الجماهيري والاستفادة من ورشه المتعددة.
-الملتقيات والمهرجانات الشعرية والمسابقات ذات الصلة مهمة لمعرفة مستوى الإبداع العربي، كما تبين عن شاعرية الشعراء ومدى تعبيرهم عن همومهم وانشغالاتهم في مختلف المجالات كل بطريقته، والتعرف على بعضهم للإفادة من خبرات وتجارب الجميع، وهي بمثابة تقييم وتقويم للشاعر من حيث اللغة والنظم والأسلوب والمواضيع المعاصرة.
$$أضاف الشاعر التونسي/مالك بن فرحات بحرين شعريبن حديثين إلى بحور الشعر هما/ الأناة/والمتلقي/ويبتكر البحر الثالث هو/بحر السياب/الشاعر العراقي الكبير في ذكراه الستين عاماً ماذا تعني تلك الإضافة الجديدة للشعر العربي؟
ـ الحديث عن البحور الشعرية منذ ماوردنا عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ومن بعده يتوجب تذوقا لموسيقى الشعر، وما ذكرته من إضافات تبقى اجتهادات مردودة على صاحبها ومدى إقناع المهتمين والباحثين في مجال العروض وموسيقى الشعر بما جاء به من بحور، وذلك يتوجب اعترافا وتقبلوا علميا مدروسا حتى يشيع ويكثر استعماله وفق قاعدة كما هو معلوم في جميع العلوم.
&&ضمن مشوارك الأدبي والثقافي الطويل من الزمن ماذا كتبت عن الأوجاع الفلسطينية في ايثارها وصمودها وشجاعتها من بعد وجداني والإعلام موجعة تنخر القلب وأصبحت تمر علينا مر السحاب في أحداثها الدامية؟
ـ علاقتي بفلسطين كعلاقة كل جزائري فحل بها منذ الولادة حب فلسطين في قلوبنا وككل عربي أبي بل وكل إنسان يناشد حرية الأوطان، والجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد تعرف معنى النضال والكفاح في سبيل الحرية، وأنا بصفتي رئيسة أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي نرفع جل نشاطاتنا تضامنا مع فلسطين ومع غزة المكافحة منذ بدء القصف طوفان الأقصى وأذكر كنا أول من عقد ملتقى وطنيا عن طوفان الأقصى في عيون اللغويين والمبدعين والإعلاميين وتم طبع الأعمال ضمن كتاب جماعي محكم بتركيا، ولدي العديد من الندوات والمداخلات الوطنية والدولية التي قدمتها في حق فلسطين الشقيقة الغالية وعدة مقالات نشرت عبر الصحف الجزائرية والعربية حول القدس في الأدب العربي وكنت أشرفت على طالب من جنين إبراهيم يحيى في أطروحته الدكتوراه وناقشها بجامعة وهران 1 كلية الآداب والفنون حول اللهجة الفلسطينية ومستوياتها اللسانية، وسررت بالتعامل مع الإخوة من فلسطين الى يومنا هذا من المثقفين والمبدعين نرجو لهم السداد والتألق نجدهم يبدعون دوما رغم الظروف القاسية للحرب معنا د. مريم المصري من غزة تسير ندوات في الأكاديمية بصفتها عضوا وقبلها كانت د. هديل المشهراوي عضوا في مخبري اللهجات ومعالجة الكلام وعضوا في الأكاديمية قدمت الكثير وبعد القصف غابت لظروف قاهرة ومعنا من سنوات د. إبراهيم يحيى في تعاون علمي دؤوب في إطار المخبر والأكاديمية إلى يومنا هذا، ود. ميادة أنور الصعيدي التي تواصلت معي منذ أيام لأقدم لها لكتاب سيطبع هذه الأيام وغيرهم كثير قدوة في الاجتهاد والمثابرة نسأل الله لإخواننا في فلسطين النصرة والحرية والحياة الهنيئة يارب العالمين.
وأخيراً شاكراً لتواصلكم عبر الأثير دكتورتنا الطيبة وفقكم ربي وبارك فيكم.
-شكري لكم يرتفع بحقه على هذا التواصل الراقي من العراق الشقيق الحبيب وعلى كرم اهتمامكم وسعتكم ونرجو لكم كل التألق والتميز في رحاب الأدب والثقافة العربية دمتم بكل خير وود وورد.