عندما يكون الموت هو حياة


■ الشيخ محمد الربيعي
قال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتّبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}.
اختصّ اللهُ عز وجل الشهيد بمكانة سامية سامقة لا تدانيها مكانة.. في الدنيا ويوم القيامة وفي جنات الخلود.. ومن عظيم كرم الله تعالى لهؤلاء الشهداء الذين باعوا أنفسهم من أجل الله، وتساموا على ما يحبون، وتغلبوا على شهواتهم، واسترخصوا الحياة في سبيل الظفر بالشهادة نيْلا لإرضاء لله؛ أنه تعالى اختار لهم خير الأسماء والألقاب.. وخير الذكر.. وخير الخلود… اختار لهم مكانة رفيعة تعد مضرب المثل في العلو والسمو والتسامي والمعالي، تلك المكانة التي لا يصل إليها إلا الأنبياء والمرسلون والشهداء، ومَن اختارهم الله تعالى من عباده الصالحين .
لقد سمَّى اللهُ تعالى ذلك الشخصَ الذي قُتل في سبيله، وفي سبيل الحفاظ على بيضة الدين، وحماية الوطن “شهيدًا”.. والشهيدُ في أصل اللغة من الشهود والحضور، من شهد يشهد شهودا فهو شاهد ومشهود، ولا يكون ذلك إلا بالحياة؛ لذلك فالشهداء أحياء عند ربهم، قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) .
محل الشاهد :
فقدت الأمة الإسلامية والعالم بأسره العلامة المجاهد سماحة السيد محمد حسين فضل الله(تغمَّده الله تعالى بواسع رحمته)، العالِمَ الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته، وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيراً للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للإحتلال وأفعاله الإجرامية، والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار. لقد كان من أبرز الداعين والملحِّين إلى الوحدة الإسلامية محارباً التفرقة والفتنة، وعاش مع الناس في شؤونهم وشجونهم وتوجيهاتهم.
محل الشاهد :
إنّنا أمام هذه الخسارة الكبيرة في خطّ الجهاد نتطلّع إلى كلّ ساحات المقاومة ضدّ الاحتلال لتكون أكثر تصميماً على مواجهة العدوّ، وأشدّ ثباتاً أمام التحدّيات، وأقوى التزاماً بالخطّ الإسلامي الجهادي الساعي إلى نهضة الأمّة من كبوات الهزيمة إلى صناعة النصر، وأعمق إيماناً .
إنّ مسيرة هذا الجيل الذي عاش العنفوان الإسلاميّ الذي استلهمه من مسيرة المسلمين الأوائل، في بدرٍ والأحزاب وخيبر وعاشوراء، ويعيش الهمّ الإسلاميّ الذي يتحرّك في مستوى قضايا الأمّة كلّها، سوف تبقى تعيش في قلب العزّة حتّى في أشدّ الحالات قساوة وألماً وصعوبةً وتحدّياً، وهي المسيرة التي احتضنت الكثير من الشهداء، حتّى من القادة، كالسيّد عبّاس الموسوي والشيخ راغب حرب والسيد حسن نصر الله الذي نلتقي بذكراه في هذه الأيّام.
النتيجة :
يبقى السيد حسن نصر الله هو :
شهيد الدنيا والآخرة، حيث هو الشهيد الذي قتل في ساحة المعركة من أجل الله، ومن أجل الدين والوطن مخلصا لله، مقبلا على الشهادة غير مدبر أو مولي الأدبار.
على الامة ان تصغي الى نداء الله في الوحدة و و المقاومة وعدم الخضوع …
ولا تلتفت الى نداء الشيطان و اعوانه بالنظر الى عدم وحدة الحدود فتكون سببا لعدم تكاتفنا وتفرقتنا
اللهم انصر الاسلام و المسلمين
اللهم انصر العراق وشعبه