ليت التوثية على رؤوس العراقيين, حين يصبح التملق زينة الرأس


سعد محمد الكعبي
بينما كانت التوثية يومًا ما رمزًا شعبيًا بسيطًا في الشارع العراقي ها هي اليوم تتحول بفضل بعض العراقيات المتملقات للمسؤولين إلى تاج ولاء يُهدى لمن يجلس على الكرسي ولو كان فارغًا من الإنجاز.
ليت التوثية على رؤوس العراقيين, عبارة ساخرة تتردد هذه الأيام تختصر واقعًا مريرًا من الانحدار في الوعي السياسي والاجتماعي حيث يُرفع التافهون ويُهمل المبدعون ويُهمش أصحاب الكفاءة والخبرة.
لقد دخلنا زمنًا أصبح فيه التملق فنًا والتصفيق للمسؤول مهارة والسيلفي مع الفشل طموحًا لم نعد نميز بين الحقيقة والمشهد الترويجي من لا ينتخب فلانًا فهو خائن ومن لا يُطبّل فهو عدو النجاح ومن يرفع صوته مطالبًا بحقوقه يُصنف مشاغبًا أو محرضًا.
مشكلة العراق اليوم لا تقتصر على الفساد المالي والإداري بل تمتد إلى الفساد الأخلاقي في إدارة الوعي العام, هناك ماكينة ضخمة تشتغل ليل نهار على إبراز التافهين والترويج لأشخاص لا يملكون أي مؤهلات سوى الولاء الأعمى هؤلاء يُقدَّمون للجمهور على أنهم ناشطون أو قادة رأي أو حتى منقذو الوطن بينما يُحجب الضوء عن الكفاءات الحقيقية.
أما المرأة العراقية التي لطالما كانت مثالًا للقوة والكرامة فقد وقعت بعضهن وللأسف في فـخ التملق الرخيص وصرن أدوات دعائية لمسؤولين لم يقدموا شيئًا سوى الوعود الكاذبة من توثية الرأس إلى توثيق الولاء, تحول الرمز الشعبي إلى شعار سياسي مفرغ من المعنى ,
ويبقى السؤال متى تنتهي هذه المهزلة, متى نرى مشروعًا حقيقيًا يرتكز على الكفاءة والنزاهة لا على الصور والهاشتاغات متى ندرك أن المسؤول لا يحتاج لمن يُطبل له بل لمن يُحاسبه.
حتى ذلك الحين سنظل نردد ساخرين
ليت التوثية فوق رأس الذي لا ينتخبك