الوعي الأخلاقي في رسالة ثورة الأمام الحسين عليه السلام


كمال الحجامي
تبقى واقعة (الطف) تلك المعركة التاريخية ضده الكفر والفسوق والطغيان الاموي استثناءا تجاوز عقود طويلة من الزمن في المكان والزمانه.فهذة الواقعة بحد ذاتها لاتنتمي إلى زمن معين بحد ذاته.بل تجاوز حدود التاريخ وامتداد اثرها الخالد إلى وقتنا الحاضر وذلك لانها تحمل في معانيها ومفاهيمها منظومة كاملة من المبادى الاخلاقية في قيمها الثقافية والانسانية والاجتماعية.فهي تعد رسالة عالمية تجعل من الانتصار إلا يكون فرديا بل جماعياً وانه مبادى تلك الرسالة الخالدة واسسها لابد أن تنتصر ويبقى اثرها راسخا عبر الاجيال تتناقله القيم الحقة عبر التاريخ.فكل عام يتجدد الولاء والعبرة الاليمة في عاشوراء الحسين عليه السلام.بغض النظر عن تلك المذاهب والانتماءات الدينية المتعددة في طقوسها الاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذةه الذكرى في وعينا وفهمنا لمجتمعنا وانفسنا..ففي هذة الواقعة الخالدة يجب أن لايقتصر على الجماعات واصحاب المواكب الحسينية في كل عام ينبغي أن يكون ملهما مشتركا في دورها الانساني وقيمه الاخلاقية والتي لاتعرف بدورها بعض المجتمعات محور هذة الهوية المعنوية في خلودها ضد الكفر والاستبداد . وأن عاشوراء تبقى مشتركا مجتمعيا انسانيا تتفق عليه العديد من الطواءف والمذاهب والاطياف .من اجل ان يحرز الوعي الثقافي ويسهم في ترسيخ الهوية الجامعة .وقد عبر الكاتب المسيحي/انطوان بارا/عن معركة الطف واثاراها ..لو كان الحسين منا لنصبنا له في كل أرض منبرولدعونا الناس إلى الدين المسيحي باسم الأمام الحسين عليه السلام
.وهذاالمعنى العميق في دلالاته يعطي عنوانا بليغا لتلك الرسالة الخالدة وابعاد اثرها.وان كربلاء ليست حكرا على فئة أو مذهب من المذاهب الإلهية.بلهي تعتبر رمزا عالميا في ثباتها على مبدا الحق والذي جسده الامام الحسين عليه السلام في معركة/الطف/ولعل هذة الذكرى الاليمة تعد مسارا صحيحا لقيمنا ومواقفنا من أجل توظيفها بالشكل الجاد بعيدا عن التكرار الشكلي لغرض أن تكون أداة لبناء وعي شمولي نستلهم منه العبر في مقارعة الاستبداد والطغيان.والدليلفي ذلك أننا نحيي ذكراها بعداكثر من الف عام.وهذامبدا على خلوها .لذا علينا اختيار القصاءد والخطابات في مجالسها بمفهومها العقاءدي الصحيح.وتبقى رسائل عاشوراء راسخة في عقولنا بعبرتها لانها ببساطة تخاطب الناس في بناء مجتمع عادل وواع يتحقق من خلاله الثبات على القيم في بناء وعي فعال وحقيقي في الحاضر والمستقبل




