آخر الأخبار
ألمقالات

الانتخابات و المرشح الصالح والطالح

● الشيخ محمد الربيعي
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97] ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )[ التوبه : 71] إن نظام الحكم في الإسلام يبتني على ولاية الفقيه الجامع للشرائط من الاجتهاد والعدالة والكفاءة فهو قمة الهرم في القرار وإليه ترجع السلطات، وله مستشارون يرجع إليهم في التعرّف على حقيقة القضايا المعروضة واستنباط الأحكام الشرعية المنطبقة عليها، وتهيئة مقدمات القرار له، ويستمد مشروعيته من نيابته للإمام المنتظر (عليه السلام) بعد شهادة أهل الخبرة في هذا المجال باجتماع الشروط فيه، وينزع عنه هذا القميص متى ابتعد عن هذه الشروط وزلت أقدامه والعياذ بالله، قال الإمام (عليه السلام): (إذا رأيتم العالم مكباً على الدنيا فاتهموه على دينكم). وكذا إذا فقد الأهلية للقيام بمسؤوليات هذا الموقع المشرف.
وبالرغم من أن الحجة الشرعية قائمة على صحة هذا النظام، إلا أن موانع عديدة تحول الآن عن السعي لتحقيقه على أرض الواقع
محل الشاهد :
لذا فإن الخيار الأقرب للشرعية هو أن يقوم الشعب بقيادة نفسه بنفسه وفق الآليات الديمقراطية المعمول بها ومنها: إجراء الانتخابات لاختيار ثلة تقوم بإدارة البلد، على أن يراعوا توجيهات القيادة الدينية الواعية المخلصة.
ومستند هذه الشرعية تفويض الناخبين لهذه الثلة باعتبار أن الأصل عدم ولاية أحد على أحد إلا إذا فوضه بذلك ولكن مشروعيته تبقى مقيدة بحدود الشريعة الإلهية ولا يحق مخالفتها؛ لأن الحاكمية لله تبارك وتعالى وحده، وهو المصدر الوحيد للتشريع [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] (الحجرات:14).
فحينما نطالب بالانتخابات لإدارة العملية السياسية فلا بد أن نلتفت إلى هذه الحقيقة المهمة بأن هذه الطريقة ليست هي القاعدة في حكم الأمة المسلمة، وإنما هي الاستثناء الذي يلجأ إليه عند وجود المانع من إجراء القاعدة…
محل الشاهد :
الانتخابات بحدّ ذاتها أمر أساسيّ ومهم. إنها دلالة على حضور الناس وإرادتهم وقرارهم. لذلك تحتّم المسؤولية الوطنية على كل مَن يرغب في تقدّم البلاد وبلوغها الأهداف الكبرى المشاركة في الانتخابات.
فالمشاركة بالانتخابات باعتبارها الوسيلة المتيسرة الآن لإيصال المؤمنين الصالحين الكفوئين النزيهين إلى موقع السلطة ومفاصل الدولة من الوظائف الاجتماعية التي عرفت أهميتها وبوصول هذه الثُلة تحفظ الصلاة والصيام وإذا وصل غيرهم فلا تبقى صلاة ولا صيام وغير ذلك من الشعائر الدينية .
محل الشاهد :
فمقتضى المصلحة و المرحلة جوب التصدي للعملية السياسية على من يجد في نفسه الكفاءة والنزاهة والقدرة على خدمة بلده وشعبه، وأن يعرّف نفسه للأمة كي تختاره ويؤدي واجبه ومنها وجوب المشاركة في الانتخابات لإيصال مثل هؤلاء إلى مواقع السلطة والحكومة حتى تتحرر الأمة من ظلم هذه المعسكرات الظالمة.
أن الصفات المطلوبة فيمن يتولي امرا من أمور المسلمين كمرشح للانتخابات والتي تدل علي كفاءة المرشح، في أربع خصال، هي: [[ الحفظ، العلم، القوة، الأمانة.. ]] ، وذلك لقوله تعالي على لسان النبي يوسف ( عليه السلام ) ، (اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ، أي نختار الذي يحفظ الأمانة ويصونها كما أراد الله، وكذلك العليم بدوره وتخصصه والمهمة الملقاة علي عاتقه.
أما عن القوة والأمانة، فقد عبر عنهما القرآن الكريم علي لسان ابنة الرجل الصالح شعيب ( يا ابت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )، لأن الحق يحتاج قوة تحميه، والقوة تحتاج إلي أمين يصونها ويوجهها التوجيه الصحيح.
ومع الملاحظة المهم التي يجب ان ينتبه لها ايضا المتصدي الى الترشيح للانتخابات :
ان العمل ضمن الانتخابات يكون ايجابياً إذا كان المرشح نظيفاً في سلوكه وأهدافه أي من حيث النظرية والتطبيق، بأن ينظر إلى الانتخابات على أنها قناة أو آلية للعمل البناء في سبيل الوصول إلى الأهداف الصحيحة، لكنه أحياناً يقترن بالأخطاء حينما ينزل البرنامج الانتخابي إلى حيز التطبيق، كما أن خللاً ما قد يحصل في فهم برنامج العمل بسبب القصور أو التقصير في فهم مصادر التشريع وكيفية استفادة الأحكام منها.
ثم إن انحرافاً آخر كثيراً ما يقترن بالعمل البرلماني للمرشح عند فورزه وهو ظهور (الأنا) الحزبية او الاتلاف او كتله فقبل أن ينتهي من العمل على تذويب الأنا الشخصية لمصلحة المبادئ العليا تراه يسقط في أنانية جديدة وهو تعصب الى حزبه او كتلته او الاتلاف ، وقد عرّف الإمام السجاد (عليه السلام) العصبية بأن ترى الرجل المفضول من قومك خيراً من الرجل الفاضل من غيرهم، وهذه العصبية هي التي تؤدي إلى التقاطع والتناحر والعداوات وما يستلزم ذلك من محرمات كبيرة كالافتراء والبهتان والكذب والغيبة والإساءة إلى المؤمنين وتشويه سمعتهم فلا يبقى لله تبارك وتعالى أي نصيب في العمل وإن حاول البرلماني المتعصب إقناع نفسه بغير ذلك.
ايها الناخب :
نحذرك من الانسياق وراء المال أو القرابة أو المصلحة الشخصية في الاختيار، وأن يكون المحك والفيصل هو الكفاءة للدور الذي سيقوم به المرشح، وأن يذكر الناس دائما بأنه إذا ظهر الرجل الكفء وتم العزوف عنه لأي سبب من الأسباب فإن ذلك يعد خيانة لله وللرسول واهل البيت وللمؤمنين لقوله ( ص ) ( من ولي أمرءا علي عصابة (أي جماعة) وهو يعلم أن فيهم من هو أرضي لله منه ( أي أكفأ منه) فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ..) هذا بالإضافة إلي أن ذلك يعد تضييعا للأمانة ، لقوله ( ص ) ( إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة، قيل :وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال ( ص ) : إذا وسد الأمر إلي غير أهله..”.
اذن :
على الامة ان تحسن اختيارها و ان لاتبيع ضميرها ودينها باختيار طالح و ترك الصالح فانها مسؤولية شرعية و وطنية …
اللهم احفظ الاسلام واله
اللهم احفظ العراق وشعبه
♦️ملاحظة :
الافكار الموجود في مقالة اغلبها
مُستمدَّة الى رأي الفقيه الجامع لشرائط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى