لاتستوحشوا طريق الحق السياسي


■ *الشيخ محمد الربيعي*
( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )
هي قول مأثور للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ومعناها أنه لا يجب أن يخشى الإنسان سلوك طريق الحق حتى لو كان عدد سالكيه قليلًا، ولا يجب أن يتردد أو يخاف من قلة السائرين فيه . فالحق، وإن كان سالكوه قليلين، يبقى هو الحق، والباطل وإن كان سالكوه كثيرين يظل باطلا …
أهمية المقولة:
●تشجيع على سلوك طريق الحق: تحث المقولة على عدم الخوف من سلوك طريق الحق مهما كانت التحديات أو قلة السائرين فيه.
●تحذير من اتباع الباطل لكثرته: تنبه المقولة إلى أن كثرة السائرين في طريق ما لا تعني بالضرورة أنه طريق صحيح، فالكثرة قد تكون مجتمعة على الباطل.
●تأكيد على قيمة الحق وثباته: مهما قل سالكوه، يظل الحق هو الحق.
محل الشاهد :
على اصحاب السياسة الحق ان يثبتوا وان يبقوا على المبادئ التي شكلت كياناتهم او تياراهم او تجمعاتهم عليها تلك التي ترتبط بمبادئ الاسلام الحقيقي ، وان كانوا قلة سواء على صعيد الجمهور او المال اوغير ذلك ….
ان الحق في كافة اتجاهاته هو منتصر وهو الباقي و هو ثابت مهما طال الزمن ، واهل الباطل في خسران المبين و الاندثار …
وعلى المرتبطين بالساسة الذين فعلا التزموا بالدين و شريعة سيد المرسلين ، ان لايستوحشوا قله الانتصارات السياسية ، فالحكم و السلطة وحصول على المناصب ليس دليلا على الانتصار ،و ليس دال ان مبدأ تلك السياسة الحق ، وانما السياسة النابعة من مدرسة اهل البيت ( عليهم السلام ) ، هي سياسة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، هي سياسة انتقاد و التوجيه الى صراط القويم …
فالانتصارات السياسية القائمة على شيطنه او الاتلافات اهل الباطل مثلا ، يجب ان لاتكون سببا يقلل من عزيمة و همة سياسي الحق ، وعلى سياسي اهل الحق ان يتخذوا من النبي ابراهيم ( عليه السلام ) اسوة حسنة ، فعبر القران عن همة النبي ابراهيم ( عليه السلام ) بأنه كان امة ، رغم انه كان واحد وجاء التعبير القراني على انه الامة رغم انه شخصا واحد ، وهذا كان تعبيرا وايضاحا ان هذا النبي ( عليه السلام ) يمثل بعمله وهمته وطاقته ونتاجه مايقابل همة امه في قباله ..
اذن القضية ليست بالكثر فيما احصل عليه من كراسي وعدد ناخبين و مشجعين فقط ، بل رب رجال قلل قدروا ان يقفوا بوجه امه الباطل ، وعندنا مثال الانبياء و الرسل و الائمة وغيرهم من الصلحاء و العلماء الذين خلدهم التاريخ و بارك بهم رب العالمين ، لانهم وقفوا بقلتهم بوجه الباطل وصمدوا وادوا رسالتهم واثروا بالمجتمع على قلتهم …
ايها المؤمنون اثبتوا وكونوا ذابتين على مبادئكم فالمكاسب السياسية لاتكون سببا ان تيتوحشوا طريقكم
والحمد لله رب العالمين
اللهم احفظ الاسلام و المسلمين
اللهم احفظ الاسلام واهله