ظاهرة طرد الضيوف في البرامج


حسن حنظل النصار
أين اختفى أدب الحوار والاخلاق
في السنوات الأخيرة بدأت تظهر على الشاشات العربية مشاهد مستفزة تُعرض على أنها “محتوى مثير أو لحظة حاسمة بينما هي في الحقيقة انحدار أخلاقي صارخ في مستوى الحوار الإعلامي أبرز هذه الظواهر هو قيام بعض مقدمي البرامج بطرد ضيوفهم على الهواء مباشرة
السؤال الذي يطرح نفسه متى أصبح إهانة الضيف جزءًا من المهنية وكيف تحوّل الحوار إلى استعراض عضلات لا علاقة له بالنقاش ولا بالاحترام
طرد الضيف لا يُظهر قوة شخصية كما يتوهم البعض بل يعكس ضيق أفق المذيع وغياب القدرة على إدارة حوار ناضج ومحترم حتى وإن كان الخلاف محتدمًا أو الرأي مخالفًا تماما الإعلامي الحقيقي هو من يحافظ على توازنه واحترامه لا من يلجأ إلى الصوت العالي أو الحركات المسرحية لطرد شخص دعاه بنفسه إلى برنامجه
هذا السلوك لا يُسيء فقط للضيف بل يُسيء للجمهور ويهدم صورة الإعلام كمنصة للحوار والتفاهم ويحوّله إلى شو رخيص هدفه الإثارة لا أكثر. الأسوأ من ذلك أن بعض القنوات أصبحت تروّج لهذه اللقطات كوسيلة لجذب المشاهدات وكأننا أمام مسرحية مرتبة لا حوار حقيقي
الاختلاف لا يُفسد للود قضية لكنه في بعض البرامج بات سببًا للإهانة والطرد وكأن الرأي الواحد هو ما يجب أن يُسمع فقط
الإعلام أخلاق قبل أن يكون مهنة ومن لا يحترم ضيفه على الهواء لن يحترم جمهوره خلف الشاشة