آخر الأخبار
لقاءات وحوارات

حوار خاص مع الشيخ علي العبودي مسؤول لجنة التوجيه والعقيدة في منظمة بدر _ النجف الاشرف

📍حوار خاص مع الشيخ علي العبودي مسؤول لجنة التوجيه والعقيدة في منظمة بدر _ النجف الاشرف
حاوره: رسول حسين أبو السبح

📌 المحور الأول: البدايات والوعي العقائدي

1. بدايةً، كيف كانت أول لحظة وعي لكم في طريق العقيدة؟ “ومن كان له التأثير الأبرز في تكوينكم الديني والفكري؟
كانت لحظة الوعي العقائدي بالنسبة لي أشبه بانبثاق النور في عتمة اليقين البسيط، حين وقفت في صباي أمام ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) وشعرت أن الإيمان ليس تراثًا فقط، بل مسؤولية ورسالة. وقد تأثرت بشخصيات متعددة، لكن أبرزها كان السيد محمد باقر الصدر (قده)، الذي لم يكن فقط مفكرًا، بل كان قدوة حركية تربط الفكر بالجهاد، والحوزة بالشارع.”

2. ما الذي دفعكم لاختيار العمل ضمن “لجنة التوجيه العقائدي” في منظمة بدر؟ وهل وجدتم البيئة التنظيمية حاضنة لهذا التوجه؟
“العمل في لجنة التوجيه العقائدي لم يكن خيارًا بقدر ما كان امتدادًا لواجب شرعي وشعور داخلي بالمسؤولية، خاصة في زمن تتكاثر فيه الفتن وتختلط المفاهيم. منظمة بدر وفّرت مناخًا إيمانيًا حاضنًا، حيث نجد التفاعل الجاد والالتزام بمبادئ العقيدة في كل مفصل من مفاصل العمل، مما يعزز الإيمان بأن التنظيم هو ساحة من ساحات الجهاد التربوي لا تقل شأنًا عن ميادين القتال.”

📌 المحور الثاني: العقيدة والمقاومة

3. ما العلاقة بين العقيدة الإسلامية والعمل المقاوم؟ وهل يمكن فصل الجهاد عن البعد الإيماني العقائدي؟
“العقيدة هي وقود المقاومة، وبدونها يتحوّل الجهاد إلى صراع مصالح. الإسلام لا ينظر إلى المقاومة كفعل سياسي فحسب، بل يراها عبادة وسلوكًا تعبديًا، ولهذا فإن كل طلقة تُطلق في سبيل الله يجب أن تسبقها نية طاهرة ويقين ثابت. من هنا لا يمكن فصل العمل المقاوم عن بعده العقائدي، وإلا انقلبت الرايات وتاهت البوصلة.”

4. كيف تفسّرون موقع العقيدة في فكر منظمة بدر؟ وهل ترون أنها حافظت على جذورها الإيمانية رغم التحولات السياسية؟
“العقيدة في فكر بدر هي العمود الفقري، وهي التي منحتها القدرة على الصمود في زمن القمع، وعلى التوازن في زمن السياسة. نعم، لقد مرّت بدر بتحولات سياسية شأنها شأن أي تنظيم حي، لكنّ ما يميزها هو تمسّكها بجذورها العقائدية، وإصرارها على أن تكون السياسة خادمة للمبدأ لا العكس.”

📌 المحور الثالث: النجف كمنشأ للوعي

5. أنتم ابن النجف، مدينة الإمام علي والمرجعية والحوزة، كيف أثّرت هذه البيئة في تشكّل وعيكم العقائدي؟
“النجف ليست مجرد مدينة، إنها مدرسة. كنتُ أمرّ في أزقتها وأتنفس عبق العلم والتقوى، من مداخل المدارس الدينية إلى أبواب المساجد والحسينيات. النجف شكّلت وجداني، وعلّمتني أن الدين ليس كتابًا في الرف، بل سلوكًا في السوق، وموقفًا في الشارع، ودمعةً في المحراب.”

6. ما هو دور النجف اليوم في معركة الوعي؟ وهل ترى أن المدينة تؤدي مسؤوليتها كما ينبغي؟
“النجف تبقى خزان الوعي ومركز الثقل الروحي في العالم الشيعي، لكنّها اليوم أمام تحدٍّ كبير، حيث المواجهة باتت معرفية وثقافية بالدرجة الأولى. المسؤولية كبيرة، والجهود موجودة، لكن المطلوب هو الانفتاح الواعي على الأدوات الحديثة دون أن نفرّط بالثوابت، وهذا ما نسعى إليه ضمن مشروعنا العقائدي التوعوي.”

📌 المحور الرابع: لجنة التوجيه والعقيدة – المهام والرؤية

7. ما هي طبيعة عمل لجنة التوجيه والعقيدة؟ وما هي أبرز مشاريعكم خلال السنوات الماضية؟
“اللجنة تُعنى ببناء الوعي الإيماني والفكري لدى أبناء التنظيم والجمهور العام، وتشتغل على ثلاث مستويات: أولها التثقيف الداخلي عبر دورات ومحاضرات، وثانيها الخطاب الإعلامي عبر إصدار منشورات ومواد رقمية، وثالثها المشاركة الميدانية في الفعاليات العقائدية.”

8. كيف تتعاملون مع الحروب الناعمة الفكرية والإعلامية؟ وهل لديكم أدوات لمواجهة التغريب والانحراف؟
“الحرب الناعمة لا تواجه بالصراخ، بل بالوعي والبدائل. نحن نعمل على إنتاج محتوى رقمي منافس، وبرامج حوارية شبابية، وننفذ ورشًا حول الإعلام المقاوم والتفكير النقدي. كما نعتمد على تحصين الذات بالمعرفة، فالعقل الواعي هو خير درع ضد الانحراف.”

9. هل تملكون برامج خاصة للشباب، خصوصًا في الجامعات والمدارس والحسينيات؟ وهل ثمة تجاوب فعلي؟
“نعم، لدينا برامج عديدة أحتاج لصفحات كاملة ليتم ذكرها، وهي مصممة بلغة شبابية مرنة. التجاوب موجود رغم التحديات، وبعض الفعاليات تشهد تفاعلاً ملفتًا يُشعرنا أن الشباب ما زالوا يبحثون عن المعنى الحقيقي لهويتهم.”

📌 المحور الخامس: الهوية والغرباء عن العقيدة

10. يشتكي بعض الناس من ضعف الارتباط بالهوية الإسلامية عند الجيل الجديد، ما أسباب ذلك برأيكم؟
“الأسباب متعددة، أبرزها الهجمة الإعلامية العالمية، وتفكك الأسرة التربوية، وغياب القدوة في أحيان كثيرة. لكن أيضًا نحن كجمهور مؤمن نتحمّل جزءًا من المسؤولية، حين لم نطوّر خطابنا العقائدي بلغة العصر. الهوية لا تُفرض، بل تُحبّب، وهنا دورنا التربوي المهم.”

11. ما هو دور الإعلام في صناعة الوعي أو تضليله؟ وكيف تستثمرون المنبر والمنصة والمحتوى الرقمي في مواجهته؟
“الإعلام اليوم هو ساحة الجهاد، إما أن تُغزى فيها، أو تغزو. نحن نعتبر المنبر الحسيني الرقمي أحد أهم أدواتنا، ونعمل على صناعته بعقل جمعي متخصص. أطلقنا مؤخرًا سلسلة فيديوهات قصيرة، وهي تحاول تبسيط العقائد بلغة مرئية معاصرة.”

📌 المحور السادس: المرجعية، الإمام الخميني، وولاية الفقيه

12. كيف تقرؤون دور المرجعية النجفية في الحفاظ على العقيدة وتحصين المجتمع؟
“المرجعية هي قلب النجف النابض، وهي السياج الذي حمى الأمة في أشد الأوقات ظلمة. دورها في الحفاظ على العقيدة لا يُختزل في فتاوى، بل يشمل أيضًا بناء مؤسسات وحماية الحوزة وربط الدين بالحياة.”

13. هل ترى أن فكر الإمام الخميني قدس سره ما زال فعّالًا في ميدان الوعي العقائدي؟ وكيف تشرحه لجيل لم يعايشه؟
“فكر الإمام الخميني حيّ لأنه ينبع من الإسلام المحمدي الأصيل، وقد أثبت أنه صالح لكل زمان. نشرحه من خلال ربطه بالكرامة، الحرية، والهوية، ونوضح للشباب أن هذا الفكر حرّر شعبًا وأسقط طاغية، ورفع راية المقاومة في كل الميادين.”

14. ماذا تعني لكم “ولاية الفقيه” من زاوية عقائدية؟ وهل لها أبعاد تربوية وحركية أيضًا؟
“ولاية الفقيه ليست مجرد نظام حكم، بل هي امتداد للإمامة بمعناها القيمي والرسالي، وهي تترجم الإسلام إلى مشروع دولة وعدالة وقيادة. من الناحية التربوية، هي تزرع في النفوس الطاعة الواعية، والانضباط في سبيل الأهداف الكبرى.”

📌 المحور السابع: العقيدة في زمن الفتن

15. في ظل الصراعات اليوم بين الحق والباطل، كيف تحافظ العقيدة على نقائها؟ وما السبيل لحمايتها من التسييس أو التحريف؟
“الحفاظ على نقاء العقيدة يتطلب أن تبقى متصلة بالوحي، لا بالمزاج. السبيل هو المرجعية الواعية، والعلماء العاملون، وبناء مجتمع يُميّز بين الحق المزخرف والحق الحقيقي. التسييس خطر، لكن الأخطر هو أن نصمت عنه دون توعية وبيان.”

16. ما الرسالة التي تود إيصالها لمن يتردد في الالتزام العقائدي بدعوى الواقعية أو الحداثة؟
“أقول له: الحداثة لا تعني أن تتخلى عن إيمانك، بل أن تعيد تقديمه بروح جديدة. الواقعية لا تعني الخضوع، بل أن تصوغ واقعك من جديد. العقيدة ليست حجرًا، بل نورًا يضيء حتى في دروب التكنولوجيا والفكر المعاصر.”

📌 المحور الثامن: مواقف وإنسانيات

17. ما هي أكثر لحظة عقائدية أثّرت فيك شخصيًا؟ موقف، خطبة، شهادة، أو كلمة؟
“أكثر اللحظات تأثيرًا كانت حين حضرنا مراسم تشييع شهداء بدر الأوائل، وكانت دموع الأمهات تخترق الحناجر وتثبت أن العقيدة لا تُورّث بالكلام بل بالتضحية.”

18. هل تذكر شخصية نجفية كان لها تأثير فيك خلال نشأتك في المدينة القديمة؟
“نعم، السيد محمد باقر الصدر، فيلسوف زمانه، و إرثه الخالد، وكتبه العظيمة، يمكن أن أقول بحق هذه الشخصية الخالدة، يبدي بعد عينيك فلا نبغي سلام انت للدين وللدنيا امام.”

📌 المحور التاسع: الأحداث الجارية

19. تشهد إيران والمنطقة تصاعدًا في المواجهة ضد قوى الشر، كيف ترى دور علماء العقيدة اليوم في تعبئة الوعي وتحصين الأمة؟
“علماء العقيدة اليوم هم طليعة الجبهة، لأن المعركة ليست فقط صاروخية، بل فكرية أيضًا. المطلوب أن يكون العالم مصدراً للوعي، لا فقط للفتوى، وأن يكون صوته سابقًا للانفجار، وحكمته حاضرة قبل الكارثة.”

📌 المحور الأخير: رسالة ختامية

20. ما هي رسالتكم إلى شباب النجف، وخصوصًا من يشعر بالضياع بين التيارات الفكرية والإعلامية؟ كيف تستنقذون العقول وتضيئون الدروب؟
“رسالتي لهم: النجف ليست مدينة، بل أمانة. أنتم امتداد أولئك الذين أسّسوا الفكر، فلا تكونوا الحلقة المقطوعة. اقرأوا، ناقشوا، لكن لا تتخلّوا عن الأصل. نحن هنا، بقلوبنا وعقولنا، لنفتح لكم دروب النور وسط هذه العتمة الرقمية.”

انتهى الحوار
كل الاحترام لسماحة الشيخ علي العبودي، مسؤول لجنة التوجيه والعقيدة في منظمة بدر النجف الاشرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى