التسامح قبل يوم عرفة

التسامح قبل يوم عرفة
بيداء الموزاني
في أيامٍ معدودة، يقف المسلمون على صعيد عرفات، ذلك الموقف العظيم الذي تهتز له القلوب وتخشع فيه الأرواح. يوم عرفة ليس كباقي الأيام، فهو يوم العتق من النار، ويوم المغفرة، ويوم الدعاء المستجاب، بل هو أعظم أيام الدنيا كما وصفه النبي صلى الله عليه واله وسلم.ومن أعظم ما يُستقبل به يوم عرفة: التسامح
لماذا التسامح قبل عرفة؟
لأن القلوب لا تُرفع بالدعاء إذا كانت مثقلة بالبغضاء، ولا تُشرق بنور القبول إذا كانت مظلمة بالحقد والضغينة. يوم عرفة فرصة لتجديد العلاقة مع الله، ولكن كيف نرجو الصفح من رب كريم ونحن لا نصفح عن عبادٍ مثلنا؟
يقول الله تعالى:
“وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ (سورة النور: 22)

التسامح قوة لا ضعف
بعض الناس يظنون أن التسامح ضعف أو خضوع، لكن الحقيقة أن أعظم الناس قلوبًا هم أولئك الذين يملكون القدرة على العفو وهم قادرون على الانتقام. تأمل في سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم حين دخل مكة فاتحًا، وقد آذاه أهلها وأخرجوه، فماذا قال؟
“اذهبوا فأنتم الطلقاء”تلك هي القلوب التي تستحق عطاء الله في يوم عرفة.

كيف تستعد ليوم عرفة بالتسامح؟

* اغفر لمن أخطأ في حقك، حتى لو لم يعتذر.
* بادر بإصلاح ما انكسر، ولو بكلمة أو دعاء.
* سامح في السر، ولا تنتظر اعتذارًا علنيًا.
* تذكّر أن التسامح لا يعني نسيان الألم، لكنه يعني رفض أن يُفسد الألمُ قلبك.

في يوم عرفة، دع قلبك يرتفع
قبل أن ترفع يديك بالدعاء على صعيد عرفة أو في بيتك، طهر قلبك من الكراهية. اجعل التسامح زادك، فربما يكون عفوك عن أحدهم سببًا في أن يعفو الله عنك.-
اللهم اجعلنا من المتسامحين، واغفر لنا كما نغفر لعبادك، وبلغنا يوم عرفة ونحن نقيّو القلوب، طاهرون من الأحقاد.