هل يُصلح العطار .. ما أفسده الدهر؟!


بقلم : محمد جواد الدخيلي
العراق مقبل على مشاحنات سياسية قادمة بلا شك ومحتومة من أجل المقاعد البرلمانية التي أصبحت وبالاً على البلد وليس من اجل المواطن ومعاناته الذي عانى منذ عام 2003 ومازال يعاني الفرد العراقي من ويلات وازمات متناهية وهذا ينعكس على تصرفات المواطن غير المنضبطة التي مايطمح إليه بعيد كل البعد عن الواقع المزري الذي يعاني منه المواطن العراقي .. الشي بالشيي يذكر بالامثال العربية والعامية ” ما أفسده الدهر” هي عبارة تستخدم للإشارة إلى أشياء لا يمكن إصلاحها أو تعديلها، أو إلى أحداث أو مشاكل لا يمكن تغييرها. وتُستخدم في المثل “هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟” للإشارة إلى استحالة إصلاح ما لا يمكن كما يحكى هذه المثل اعرابيا نزل بقوم من الحضر،وكان بينهم امرأة عجوز لكنها كانت متصابيه ، تستخدم مساحيق االتجميل وترتدي زي الفتيات الصغيرات فانخدع الأعرابي بمظهرها حيث تفننت باخفاء مظاهر الشيخوخه التي دبت باوصالها واستطاعت أن توقع الأعرابي بفخها فتقدم الرجل لخطبتها وبالفعل تم الزواج فتكشفت له الحقيقه وعلم أن حظه العاثر اوقعه بيد امرأة شمطاء في زي فتاة شابه … فأنشده يقول نَحِلَ الجَنبانِ و احدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ مِيرةَ أهلها
وَهَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
تزوجتها قبل المُحاق بليلةٍ
فعاد مُحاقا كله ذلك الشهرُ
وما غرني إلا خِضابٌ بكفّها
وكحلٌ بعينيها وأثوابُها الصفرُ
هذا القول مجازي؛ إذ هو كناية عن الطبع الأعوج الذي لا يمكن تعديله، والقول شطر من بيتين لأبي الزوائد الأعرابي قالهما في زوجته العجوز التي زعموا أنها كانت تشتري العطر بالخبز:
عجوزٌ تُرَجِّي أنْ تكون فَتِيّة
وقد غارت العينان واحدودَبَ الظَّهْر
تَدُسُّ إلى العَطّار سِلْعَة أهلِها
وهَلْ يُصْلِحُ العطَّار ما أَفْسَدَ الدَهْرُ؟
أي أنَّ طبعها أعوج لا يمكن تعديله.
الغاية من هذه الحكاية .. المروثة عن أجدانا .. تشبه حكايات هذه الزمان اللعين .. فأغلب المرشحين جاء لاكمال طريق الفاسدين ليس هناك جديد بالامر ويبقى الحبل على الغارب بدون جدوى ولا هناك اصلاح للمواطن العراقي وتبقى المعاناة ربما تزداد في السنوات القادمة ولا يوجد هناك تغيير بالمنظومة السياسية مجرد بدلنه ( علاوي .. بعليوي ) !! فضلاً على الحراك السياسي والتسقيطي بين الكتل السياسية هناك منظومة خارجية تسعى إلى عرقة الواقع السياسي في البلاد .. والسعي بفشل الانتخابات من أجل ان يبقى الوضع ما عليه .. السر هو دمار البلاد ودمار الفرد العراقي من أجل تبقى اطماعهم في ثروات العراق ويبقى الفقير فقيراً إلى مدى حياته .. وهذه هي المشكلة الحقيقية والله من وراء القصد.



