آخر الأخبار
ألمقالات

الإعلام الهابط والمحتوى الهابط

حسن حنظل النصار

في السنوات الأخيرة شهد .العراق موجة كبيرة من الانفتاح الإعلامي رافق هذا الانفتاح انتشار واسع للفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرفيعة ورغم أن هذا التنوع كان من المفترض أن يعزز حرية التعبير ويوسع أفق التفكير إلا أن الواقع كشف عن ظاهرة مقلقة تتمثل في تفشي ما يعرف بـ الإعلام الهابط والمحتوى الهابط

الإعلام الهابط لا يقتصر فقط على تقديم مواد تافهة بل يتعدى ذلك إلى تسطيح القضايا وتضليل الرأي العام، وترويج مفاهيم بعيدة كل البعد عن الثقافة والوعي أصبحنا نرى برامج تتعمد إثارة الجدل من أجل الشهرة، دون مراعاة للقيم الأخلاقية أو تأثيرها على المجتمع وخاصة فئة الشباب ومواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تسويق هذا النوع من المحتوى حيث تُروج فيديوهات ومقاطع تافهة تحقق ملايين المشاهدات،بينما تُهمش. المبادرات الجادة والمحتوى التوعوي

في العراق تعاني الكثير من وسائل الإعلام من غياب الرقابة المهنية الحقيقية وسيطرة المصالح السياسية والمالية على التوجهات الإعلامية وهذا ما فتح الباب أمام نوع جديد من نجوم السوشيال ميديا الذين لا يقدمون شيئًا يُذكر سوى الاستعراض أو التحريض أو الاستهزاء
بل أحيانًا يتعدون حدود القانون والأخلاق دون محاسبة……

ما يُثير القلق هو أن هذا النوع من الإعلام يساهم في تشكيل وعي مشوه يُفرغ مفاهيم الوطنية والهوية من معناها الحقيقي ويغذي ظواهر خطيرة مثل العنف اللفظي والاستهزاء بالمؤسسات وتفكيك النسيج المجتمعي

إن مواجهة هذه الظاهرة لا تكون فقط عبر التشكي أو النقد بل تتطلب تحركا جماعيا. يبدأ من الأسرة ويمر بالمؤسسات التعليمية وينتهي بإصلاح السياسات الإعلامية يحد د دعم المحتوى الهادف وتوفير بيئة تحفز الشباب على الإبداع الحقيقي وليس على الترند الزائف الإعلام مسؤولية والكلمة أمانة وإذا أردنا عراقًا ينهض ويستعيد مكانته فعلينا أن نعيد بناء إعلام يليق بشعبه وتاريخه إعلام يرتقي بالعقول لا يلهيها ويطرح الأسئلة لا يهرب منها ويصنع الوعي ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى