التأخر لا يعني الفشل


بيداء الموزاني
كثيرًا ما نربط النجاح بالسرعة، ونظن أن من يتأخر في الوصول إلى هدفه قد فشل. ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فالتأخر لا يعني الفشل، بل قد يكون جزءًا من رحلة نضج الإنسان وتعلمه.
في الحياة، يسير كل شخص وفق توقيته الخاص. بعضهم يحقق أهدافه في سن مبكرة، بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول. لا يعني هذا أن أحدهم أفضل من الآخر، بل أن الطرق تختلف، كما تختلف التحديات والفرص.
كم من أشخاص لم يُعرفوا إلا بعد سنوات طويلة من المحاولات والسقوط! توماس إديسون فشل مئات المرات قبل أن يخترع المصباح الكهربائي، وج. ك. رولينج رُفضت روايتها الشهيرة هاري بوتر عدة مرات قبل أن ترى النور. تأخرهم لم يكن فشلًا، بل كان طريقًا إلى نضوج فكري وتجارب علمتهم كيف يصلون للنجاح.
التأخر يمنحنا فرصة لمراجعة أنفسنا، لفهم أخطائنا، وللتطور في العمق، لا في الظاهر فقط. وهو أيضًا تذكير بأن المقارنة مع الآخرين مضللة، لأن ظروف كل شخص تختلف عن الآخر.
في النهاية، النجاح ليس سباقًا زمنيًا، بل هو قدرة على الاستمرار، الإيمان بالنفس، والتعلم من كل تجربة. فحتى لو تأخرت، لا تتوقف، لأن الوصول متاح ما دمت تسعى