آخر الأخبار
ألمقالات

حسن حنظل النصار؟

حسن حنظل النصار؟
لاعلاقة للمذهب او القومية او المكون بالفاسد
الدفاع عن الفاسدين.
في العراق خيانة مقنعة بشعارات الهوية.
في العراق لم يعد الفساد مجرد. ملف إداري أو قضية قانونية تُحلّ بالمحاسبة بل تحوّل إلى مرض مزمن تتغذى عليه الولاءات الطائفية والقومية، ويُدار عبر شبكة مصالح معقّدة تمتد من أعلى المناصب السياسية إلى أدنى مفاصل الإداء
ما يثير الاستغراب أو ربما لا يثيره بعد الآن هو كيف أصبح الدفاع عن الفاسدين رد فعل تلقائيًا لمجرّد انتمائهم إلى طائفة مذهبة أو قومية معينة ود لا يُسأل عن مقدار ما سرقوه، ولا عن مدى الخراب الذي تسببوا فيه بل يسأل من هو ومن أي مكون فإن كان من جماعتنا يبدأ التبرير وتُخترع الأعذار
ويُرفع شعار استهداف المكون. وكأن. العراق مجزأ إلى حصص، لكل فاسد فيها غطاء وحصانة طالما أنه يمثل جزءا. من هذه المعادلة الطائفية المشوهة
في كل مرة يُكشف فيها ملف فساد كبير لا تُطرح الأسئلة عن حجم الضرر أو مصير المال العام، بل يبدأ صراع من نوع آخر من. سيتجرأ على محاسبة رمز مكوّنه ومن يجرؤ على كسر هذا الصمت الذي فرض على حساب العراق وشعبه يصبح الفاسد بطلاً في نظر بعض أتباعه،فقط لأنه ينتمي إليهم حتى لو كانت يداه ملطختين بخيانة البلد

هذه العقلية ليست مجرد خلل بل جريمة بحق الدولة والمجتمع. لأن من يحمي فاسدا. فقط لأنه من طائفته أو قوميته
يشارك في الجريمة وإن لم يسرق فلسًا واحدا الوطن لا يُبنى بالمحاصصة ولا يحكم بالموازنات الطائفية بل بالعدالة والحق والمحاسبة ومن يخون الشعب لا دين له ولا طائفة ولا شرف قومي يمكن أن يغسله من جرائمه

نحن لا نعيش فقط أزمة سياسية أو اقتصادية بل أزمة أخلاقية عميقة حين نضع الهويات فوق القانون ونجعل منها دروعا لتمرير الصفقات والسرقات نكون قد خنّا العراق مرتين مرة بسكوتنا ومرة بتصفيقنا للخطأ

لا يوجد $فاسد سني أو شيعي أو كوردي $
يوجد فاسد فقط وحين نقتنع بذلك يبدأ طريق الإصلاح أما ما دمنا نغلف الخيانة بالشعارات وندافع عن السارق لأنه واحد منا فلن يخرج العراق من مستنقع الفشل مهما تغيّرت الوجوه أو تبدلت. الحكومات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى