والتقى الكافر و المنافق ضد اهل الايمان


■ *الشيخ محمد الربيعي*
كما يقال: الطيور على أشكالها تقع! دائمًا تجمع المصالح أعداء الإسلام رغم اختلاف قلوبهم وتعدد توجهاتهم. الصنفان البارزان في اجتماع العداء عبر التاريخ هم: المنافق مع الكافر، يجمعهم العداء لله ورسوله والمؤمنين.
وفي عصرنا الحاضر نرى هذا الاجتماع واضحًا جليًا عبر نظام عالمي متفنن في العداء، يجمع اليهود مع النصارى مع الملحدين مع منافقي الأمة من علمانيين ولا دينيين وفاسدين.. جمعهم الحقد الأسود على الإسلام، ولكن: هل اجتماعهم سيدوم وانتصارهم محتوم؟
للإجابة بكل وضوح اقرأ: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة:15]. قال تعالى حاكيًا عن اجتماع قوى الشر ثم رد عليهم بمنتهى الوضوح والاستهزاء بحالهم: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ . اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة:14-15].
محل الشاهد :
تعددت التفسيرات البشرية لحركة التاريخ الإنساني، فالبعض -ماركس- يراها بأنها صراع بين الطبقات، والبعض الآخر -همنغتون- يراها بأنها صراع بين الحضارات، وآخرون -داروين- يفسرون حركة التاريخ بأنه صراع من أجل البقاء، في حين أن التفسير القرآني يقرر أن حركة التاريخ لا يحكمها أي تفسير من التفسيرات المتقدمة، وإنما يحكمها صراع الحق والباطل.
إن الصراع بين الحق والباطل قد وقعت منذ فجرالتاريخ، ومنذ أن وجد الإنسان في هذه الحياة، والصراع بين هابيل وقابيل ليس بخاف على أحد، وهو يمثل صورة أولى من صور هذا الصراع بين الحق والباطل. وأن أهل الحق يغلبون أهل الباطل وينصرون عليهم بالصبر والثبات على الحق، وبالأخذ بأسباب النصر.
وقد قص القرآن علينا كثيرا من القصص التي تبين أن العاقبة للحق، وأن الباطل مهما تطاول وبغى وطغى فإنه إلى زوال لا بد صائر.
فإذا ثبتت حقيقة الصراع بين الحق والباطل وبناء مسار التاريخ عليها، فجدير بنا أن نثبت حقيقة مرتبة عليها، وهي أن الحق هو المنتصر في النهاية، وأن الباطل وإن حقق انتصارات هنا وهناك، فإنها انتصارات آنية واهية، وليست بانتصارات حقيقية واقعية. يخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبين أن النصر دوما في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل. نجد هذا المعنى في قوله سبحانه: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} (الأعراف:118)، وقوله عز وجل: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} (الأنفال:8)، وقوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} (الإسراء:81)، وقوله عز من قائل: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} (الأنبياء:18)، وقوله سبحانه: {قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ:49)، وأخيرا لا آخرا قوله تعالى: {ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته} (الشورى:24).
محل الشاهد :
ان ماجرى من لقاءات واجتماعات علنية و غير العلنية ، مع اهل الكفر من قوى الاحتلال المتمثلة بامريكا الاعور الدجال وتحت بذل لهم الاموال و المشاريع وفوائد من قبل اهل النفاق ممن هم مدعين خدام الحرمين الشريفين وغيرهم من الحكام واهل الارهاب قاتل النفس محترمة ومؤسسة خط الانحراف ألا اسلامي ممايسمى الشرع وامثاله ، كلها كشفت الاوراق و ظهر المستور جليا ان الارهاب كان مدعم من منافقي وباسناد الكفر ….
وانه سيستمر وبقوة نحو تحقيق اهدافه قتل الايمان و اهله ، وهدم كل ماسمى مقاومة منتمية الى عدوهم الاول و الاخير بنظرهم سواء للكفر و النفاق هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و من تبعه باحسان و الولاية ….
فهم يريدوا دمار هذا الخط الرباني الايماني الذي سيكون هو داعم و المؤسسة الى دولة الهدل الالهي بقيادة الامام المهدي عليه السلام …
نعم يريدوا تدمير كل من يتبع ويؤيد حياة و قيادة بعيدة عن سيطرة الاحتلال وهذا متمثل اكيدا من يتخذ من خط اهل البيت عقيدة وولاء وانقياد وطاعة لان هذا الخط واهله هم اهل الحق ، كما صرح بذلك الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم (
علي مع الحق والحق مع علي، يدور معه حيثما دار) .
فعلى المؤمنين ان يعوا الخطورة الامور في مستقبل الايام اكثر من سابقها منها وهذا يستلزم تكاتف ووحدة ، وترك الاختلافات و الخلافات وتماسك و العمل بوصية القران الكريم :
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}(المائدة: 2).
وبوصية رسول الاسلام الخاتم صلى الله عليه واله وسلم :
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبة