مهرجان جامعة البصرة السينمائي: نافذة على إبداع الشباب وتألق الفكرة


رشا الاسدي ..
شكلت الدورة الثالثة لمهرجان جامعة البصرة السينمائي، والتي احتضنت فعالياتها على مدى يومي الأول والثاني من شهر آيار لعام 2025 ، محطة بارزة في مسيرة دعم وتشجيع المواهب الطلابية الشابة في مجال صناعة الأفلام. وقد تميزت هذه الدورة بشكل خاص بتسليط الضوء على المسابقة الرسمية لأفلام الطلبة القصيرة، والتي برز فيها طلاب قسم الفنون السمعية والمرئية للمرحلة الرابعة بشكل لافت، مقدمين أعمالاً سينمائية مميزة عكست جهودهم الحثيثة وشغفهم بالفن السابع.
إن أهمية مهرجان جامعة البصرة السينمائي تتجاوز كونه مجرد حدث فني عابر، فهو يمثل منصة حيوية لتنمية الحس الإبداعي لدى الطلاب، وفسحة رحبة لعرض أفكارهم ورؤاهم من خلال لغة السينما المؤثرة. يساهم المهرجان في خلق بيئة محفزة للتنافس الإيجابي وتبادل الخبرات بين الطلاب، كما يمنحهم فرصة قيمة للتواصل مع جمهور أوسع وتقييم أعمالهم من قبل متخصصين وأكاديميين في المجال.
تبرز أفلام الطلبة القصيرة كأحد أهم محاور المهرجان، فهي بمثابة مختبرات إبداعية مصغرة، يختبر فيها الطلاب مهاراتهم في الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج. هذه الأفلام، على قصر مدتها، تحمل في طياتها عوالم متنوعة وقصصاً شيقة، تعكس اهتمامات الشباب وقضايا مجتمعهم وتطلعاتهم المستقبلية.
وقد كان لافتاً تميز طلاب قسم الفنون السمعية والمرئية للمرحلة الرابعة في هذه الدورة، حيث قدموا مجموعة من الأفلام التي استطاعت أن تلفت الأنظار بجودة إنتاجها وعمق مضامينها. إن هذا التميز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل دؤوب وتفانٍ في استكشاف أدوات التعبير السينمائي والبحث عن أفكار مبتكرة وجديدة.
تكمن القيمة الحقيقية لهذه الأفلام الطلابية في تميز فكرتها ومضمونها. فالأفكار الخلاقة هي أساس أي عمل فني ناجح، وهي التي تمنح الفيلم هويته وتفرده. أما المضمون العميق، فهو الذي يجعل الفيلم يلامس وجدان المشاهد ويثير لديه التساؤلات والتفكير. وقد استطاع طلاب جامعة البصرة في هذه الدورة أن يقدموا أفلاماً حملت أفكاراً أصيلة وتناولت مواضيع متنوعة بأسلوب فني راقٍ، مما يعكس وعيهم بأهمية الرسالة التي يمكن أن تحملها السينما.
إن مهرجان جامعة البصرة السينمائي، بدورتة الثالثة وما شهده من تألق لافت لأفلام الطلبة القصيرة، يؤكد على وجود طاقات شبابية واعدة في مجال صناعة الأفلام في العراق. هذه الطاقات، إذا ما توفرت لها البيئة الداعمة والفرص المناسبة، قادرة على رفد المشهد السينمائي المحلي بأعمال إبداعية تساهم في تطويره وازدهاره. إن الاحتفاء بهذه الإنجازات الطلابية وتقدير جهودهم هو استثمار حقيقي في مستقبل السينما العراقية.