اني احب الصدر العالم الرباني


🔸️ *اني احب الصدر العالم الرباني*🔸️
■ *الشيخ محمد الربيعي*
الاب الروحي ، و الاستاذ الاعظم ، و الاية الكبرى ، و الشاهد و الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره )
اما بعد :
الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى،منهم السيد الصدر الثاني ( قدس سره ) ويصبرون على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين .
العلماءُ وما أدراك ما العلماء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى أهلُ الرحمة والرضا، بهم يُحتذى ويُهتدى ويُقتدى. كم طالب علمٍ علموه, وتائهٍ عن صراط الرشد أرشدوه, وحائرٍ عن سبيل الله بصروه ودلوه, بقاؤهم في العباد نعمةٌ ورحمة، وقبضُهم وموتُهم عذابٌ ونقمة
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران: 18] فأشهد الله تعالى علماءَ الشريعة على أعظم مشهودٍ وهو توحيدُ الله ، وأما الأحاديثُ النبوية فلا تكاد تُحصى قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ” فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم” .
وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ” مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ”
محل الشاهد :
لابد للمؤمنين من حبِ العلماء, فحبُهم طاعةٌ وقربةٌ وإيمانٌ بالله وحُسبة.
نحبهم لكتاب الله الذي حفظوه, ولسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وأهل بيت عليهم السلام التي وعوها وعلَّموها ودعوا إليها.
نحبهم للدين الذي حموه, نحبهم لسمْتِ الأخيار وشعار الصالحين. نحبهم لعظيم بلائهم على الأمة وما قدَّموا من خيرٍ لها, فاللهم عظِّم أجورهم وثقِّل في الآخرة موازينهم.. آمين.
حبُ العلماء رحمةٌ من الله سبحانه وتعالى, لأن من أحب العلماءَ حرص على مجالسهم، وحرص على مواعظهم، وحرص على دعوتهم والعملِ بما يقولون، ويكفي من جالسهم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ” هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”
إِنَّ المُتَابِعَ بَلِ النَّاظِرَ في بعض الاوساط حتى المدعية الفكرية في هذِهِ الأَيَّامِ, لَيَرَى إِلحَاحًا وَاضِحًا مِن كُتَّابِها عَلَى النَّيلِ مِنَ كِبَارِ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ, مِنَ الذينَ أَفنَوا عَشَرَاتِ السِّنِينَ في تَعلُّمِ العِلمِ وَتَعلِيمِهِ، وَتَألِيفِ الكُتُبِ فِيهِ وَالدَّعوَةِ إِلى اللهِ، وَتَنَقُّصًا ظَاهِرًا لأَشخَاصِهِم وَمَا يَحمِلُونَ، وَاتِّهَامًا لهم بِالجَهلِ وَعَدَمِ التَّفَقُّهِ في الوَاقِعِ، وَتحمِيلاً لِكَلامِهِم مَا لا يَحتَمِلُهُ، وَإِذَا أَعيَتْهُمُ الحِيَلُ وَسُدَّت في وُجُوهِهِمُ السُّبُلُ زَعَمُوا خِدَاعًا وَتَضلِيلاً وَإِمعَانًا في رَدِّ الحَقِّ أَنَّ مَا يَذكُرُهُ هَذَا العَالمُ أَو ذَاكَ لا يَعدُو أَن يَكونَ رَأيَهُ الشَّخصِيَّ وَفَهمَهُ الذَّاتيَّ.
أَلا فَلْيَعلَمِ المُسلِمُونَ أَنَّ اللهَ مُبتَلِيهِم بِهَؤلاءِ الأَفَّاكِينَ الضالين، وَأَنَّهُم في سِنِينَ خَدَّاعَةٍ وَيَتَعَرَّضُونَ لِفِتَنٍ مُتَوَالِيَةٍ، وَأَنَّ َحِمى الشَّرِيعَةِ قَد صَارَ مُستَبَاحًا لِكُتَّابِ وَمُرتَزِقَةِ العلمي و الثقافة، وَأَنَّهُ لا عِبرَةَ بِمَن فَسَدَ ذوقُهُ أَو سَقُمَ فَهمُهُ.
وكلما قرأت كلاماً لأمثال هؤلاء تذكرت “حَذَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ”
محل الشاهد :
من بعض الصفات التي تحلها بها الاب الروحي الاية العظمى محمد محمد صادق الصدر قدس سره :
● انه عالم رباني
مامعنى عالم رباني ؟
عدة معاني كلها تصح :
الربانيون واحدهم رباني منسوب إلى الربّ، والرباني الذي يربّي النّاس بصغار العلم قبل كباره.
الربانيون أرباب العلم، أي: أصحابه، واحدهم ربان، من قولهم: (رَبَّه يَرُبّه)، فهو ربان إذا دبّره وأصلحه.
الرباني: هو العالم الحكيم .
الربانيون: هم الحلماء الأتقياء .
الربانيون: العلماء.
الربانيون: والرباني الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة (المراد بها السياسة الشرعيّة وغيرها بكافة فنونها )، مأخوذ من قول العرب: رَبِّ أمْرَ النَّاسِ يَرُبَّه إذا أصلحه وقام به.
الرباني: العالم بالحلال والحرام، والأمر والنهي، العارف بأنباء الأمة، وما كان وما يكون فيها، (يعني الملم بشأنها المهتم بأمرها).
ملخص كل ذلك :
هو العالم الذي يكون على ما كان عليه رسول الله -صلّى الله عليه واله وسلّم- واهل بيته عليهم السلام في العقيدة، والعبادة، والسلوك، والأدب، العامل بعلمه، المتقيّ لربه، الرائد القائد لأمّته، المخالط لها، الصابر على أذاهم، البصير بالسياسة الشرعيّة.
محل الشاهد :
إنّه هُو من العلماء الربّانيون، والفقهاء الحكماء الحلماء، المتّقون لربهم، العاملون بعلمهم، فمن أهمّ صفاتهم، وأبرز علاماتهم؟ حشرنا الله في زمرتهم، وجمعنا بهم في مستقر رحمته، هذا ما نود الإشارة إليه، والتذكير به.
جاء في وصفهم، كحقيقية ثابته ربانيّة انهم الذين أمر الله الناس أنْ يكونوهم حيث قال: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران:79].
وكذلك
الصدق، والإخلاص، والتجرّد لله عزّ وجلّ:
من صفات عباد الله المتقين والعلماء الربانيين، الصدق والإخلاص والتجرّد لله عزّ وجلّ كما أمر الله عباده بذلك: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:27]،وهذا ما كان في شهيدنا الصدر .
الخشية والخوف من الله عزّ وجلّ:
من خشي الله عزّ وجلّ حقّ الخشية، وخافه ولم يخف أحدًا سواه، هو العالم بحكم الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[فاطر:28]، ومن لم يخفه ويخشه فهو ليس بعالم.
وهذا كان جليا وواضح في سيرة الصدر .
الاشتغال بتعليم النّاس، وإرشادهم، والتدرّج ليس هناك بعد الفرائض، أفضل من الاشتغال بالعلم تعلّمًا وعملًا وتعليمًا للناس، وذلك لتعدي فضله ونفعه، ولا يزال الناس بخير ما عاش الكبير حتى يتعلّم الصغير.
من الصفات التي ينبغي أنْ يحرص عليها من أراد أنْ يتشبّه بالربانيين إنْ لم يكن ربانيًا: الحرص على تعليم الناس والصبر على ذلك.
فليس برباني من لم يعتنِ بذلك ويشتغل به، لوصف الله عزّ وجلّ للربانيين بهذه الصفة: {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران:79]، فالعالم الذي لا يجود بعلمه ولا يبذله لمن يطلبه، ولا يسعى لتوصيله للمحتاجين إليه، ليس بعالم.
التأليف والتصنيف صنو التدريس:
مما يجب أنْ ينتبه إليه العلماء الربانيون، ولا يقصروا فيه أبدًا: جانب التأليف والتصنيف، فإنّه هو صنو التدريس والتعليم، سيما في هذا العصر الذي ضَعُفت فيه الهمم، وقَصُرت فيه العزائم، وعسر على الكثير من شباب الأمة التعامل مع كتب ومصنفات الأقدمين، فتيسيرها واختصارها وعرضها بصورة تسهّل الانتفاع بها والاستفادة منها أمر في غاية الأهمية، وهو لا يقلّ نفعًا وأجرًا وفضلًا -إذا أحسنت النية- عن التدريس.
العلماء المشتغلون بتعليم النّاس وتربيتهم وتزكية سلوكهم وتأليف الكتب والمصنّفات النّافعة هم الذين تجتمع فيهم الخصال الثلاثة التي وردت في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وليس ذلك إلاَّ للعالم الرباني والفقيه المتفاني، فمصنفاته وعلمه صدقة جارية عليه بعد موته، وكذلك تلاميذه فهم أبناؤه.
فيا فوز من وُفّق لتعليم العلم النافع، والعمل به، ونشره وبثه بين العالمين.
الرسوخ في العلم:
من الصّفات التي ينبغي أنْ يتحلّى بها العلماء الربانيون: الرسوخ في العلم والثبات فيه، حتى يستطيعوا التمييز بين المحكم والمتشابه، وغير ذلك ولهذا مدح الله الراسخين بالفهم واليقين.
مخالطة الناس والصبر على تعليمهم وإرشادهم
العالم الربّاني هو الذي يخالط النّاس ويتصدّرهم، ويصبر على تعليمهم وإرشادهم وما يصدر منهم من أذى، مقتديًا في ذلك برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وورثة الأنبياء العظام.
قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (المؤمن الذي يُخالط النّاس ويصبر على أذاهم أفضلُ من المؤمن الذي لا يخالط النّاس ولا يصبر على أذاهم) ولهذا ما كَان عُلماء السّلف يعيشون في أبراج عاجيّة، مُنعزلين عن العامّة، بلْ كانوا مرتبطين بهم، معاشرين لهم، معلمين ومرشدين وموجهين.
واعتزال بعض أهل العلم الآن العامّة، واكتفاء بعضهم بالعمل الوظيفي، أو بالتأليف والتصنيف لا يكفي. وهناك فرق بين الـمُخالطة والـمُعاشرة، والصّبر على الأذى، وبين منافقة العامّة ومحاولة كسبهم والتقرّب إليهم بالتساهل في الفُتيا، وبالبحث والتنقيب عن رُخص العلماء وزلّاتهم، لأنَّ منافقة العلماء للعامة والتزلّف إليهم ومجاراتهم وعدمُ الأخذ على أيديهم وحملهم على اتباع الحق، لا يقلّ خطرًا من منافقة العلماء للحكّام، وتبرير ما يصدرُ منهم من مخالفات شرعيّة.
التواضع، ولين الجانب:
من أهمّ سِمات العلماء الربانيين التواضع، ولين الجانب، قدوتهم في ذلك رسولهم صلّى الله عليه وآله وسلّم، الذي كانت الجارية تأخذ بيده أنَّى شاءت ليقضيَ لها حاجتها، وكذلك كان الائمة من اهل البيت عليهم السلام .
فمن تواضع لله رفعه، ومن تعالى عليه وعلى خَلقه كَسَرَه وخفضه، قال تعالى موصيًا رسوله بأتباعه الضُّعفاء: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء:215]، ووصف الله المؤمنين بقوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[المائدة:54].
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إنّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحد).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: (ما تواضع أحدٌ لله إلاَّ رفعه الله)
الإنصاف، والرجوع إلى الحق:
الحقّ عند الله عزّ وجلّ واحد لا ، ولهذا إذا اجتهد العالم أو الحاكم -إنْ كان من أهل الاجتهاد- فأصاب الحقّ فله أجران، وإنْ لم يصب الحقّ فله أجر واحد .
العمل والسعي على تزكية النفس
الفلاح هو النجاح والفوز في الدنيا والآخرة، ولهذا وصف الله عزّ وجلّ المزكّين لأنفسهم المطهرين لها من الرذائل والمناقص بالفلاح، قائلًا: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}[الشمس:9]، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني)فالعالم الرباني هو الذي يهمه ويعينه شأن نفسه، ويسعى لكل ما فيه اصلاحها، ولا يشتغل بالفضوليات، وعيوب الناس عن عيب نفسه: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه).
الالتزام بالهدي، والسمت الصالح
جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنه قال: (إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة).
لا شكّ أنّ أفضل هدي، وخير سمت في الوجود هو ما كان عليه رسولنا صلّى الله عليه وآله وسلّم والائمة من اهل البيت عليهم السلام ، وأنّ أول من يجب عليهم الاقتداء والتأسي والتشبه به هم العلماء الربانيون، ورثة الأنبياء.
تصدّر الأمة وقيادتها:
الإمامة في الدين تُنال بالصبر واليقين، وأولى الخلق بهاتين الصفتين العلماء الحكماء الربانيون، فأولى الناس بالقيادة والريادة، وأحقّ الخلق بها، هم العلماء، فهم أهلها، ولهذا عندما جعل الله إبراهيم إمامًا للناس سأله ذلك لذريته من بعد لحبّه لهم: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة:124].
فالقيادة في الدين الكبرى الولاية للفقيه ، والصغرى الاحكام الشرعية والاجتهاد ، وجميع ذلك ضمن شروط، ومن أهم تلك الشروط:
1. العلم. 2. والعدالة.
كان رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إمام الخلق في الدين والدنيا، وكذلك كان الائمة عليهم السلام ، ولكنْ بعد حين حدث انفصام، حيث تولى الحكم وسيطر عليه أناس ليسوا بعلماء، ومن ثمّ ظهر الفساد في البر والبحر بسبب ذلك.
فالعلماء هم ولاة الأمر، الذين أمر الله بطاعتهم بعد الائمة عليهم السلام في زمن الغيبة الكبرى ، في قوله سبحانه وتعالى: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النساء:59] .
وإذا تخلّى العلماء عن قيادة الأمة، وعجزوا عن ذلك، سطا عليها غيرهم ممن لم تتوفر فيهم شروطها، وممن لا يصلحون لها.
لقد رفع الله شأن العلماء في هذه الأمة، وخصّهم بخصائص لم يخصّ بها العلماء السابقين، حيث كانت بنو إسرائيل تحكمهم وتسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه من بعده، ولكن هذه الأمة جعل الله سيادتها وسياستها وريادتها للعلماء الربانيين.
لقد اختلّت الموازين في هذا العصر، حيث أصبحت أمثل طريقة لاختيار الحاكم، الانتخاب والترشيح، الذي يستوي فيه المسلم والكافر، والعالم والجاهل، والرجل والمرأة، والصالح والطالح، وافتتن كثير من المسلمين بهذه الطريقة بحيث أصبحوا لا يبغون عنها حِولًا، ولا يريدون منها بدلًا، وذلك للدعاية والتسويق الذي يقوم به أعداء الإسلام لهذا النظام الذي لا يقوم إلاَّ على أنقاض الإسلام دلَّت السوابق والتجارب التي ليست عنا ببعيد أنّه لا يمكن للإسلام أن يعود ويحكم بهذا الطريق.
تجنب المراء، والجدل،والخصومات ونحوها
المراء والجدل لا يأتيان بخير أبدًا، ولهذا نهى الشارع عنهما لما يسببانه من الخصومات، وتوغير الصدور، وتوريث الإحَن.
هذا و النهي عن المراء والجدل وإنْ كان المرء محقًّا، فكيف بالمراء والجدل بغير حقّ؟! لا شكّ، هو أشدّ حُرمة وأقبح ذنبًا.
لو ناسب المراء كلّ الناس لما ناسب العالم الرباني بحال من الأحوال.
فالواجب على العالم بيان الحقّ، وتوضيح السنّة من البدعة، فإنْ قُبل منه ذلك فبها، وإلاَّ عليه ألاَّ يجادل ويماري وإنْ كان محقًا، هذا بخلاف المناظرات العلميّة إن ْكانت هنالك أرضية مشتركة، وكان هناك حَكَمٌ يفصل بين المتناظرين.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين.
هكذا كان الصدر المقدس
اللهم احفظ الاسلام و المسلمين
اللهم احفظ العراق و اهله