ماذا تفعل الوجبات السريعة بعقولنا واجسادنا؟!


كتبت :رباب النويري
يُعد استهلاك الوجبات السريعة من العادات الغذائية المتفشية بين فئة الشباب والطلبة الجامعيين، لا سيما في ظل وتيرة الحياة المتسارعة وضيق الوقت، إذ يلجأ الكثيرون إلى هذا النمط الغذائي بوصفه خياراً سهلاً وسريعاً دون الالتفات إلى آثاره الصحية والسلوكية، يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على العلاقة بين استهلاك الوجبات السريعة وأداء الطلبة داخل المحاضرات، مع تركيز خاص على تأثير هذا النمط الغذائي في النساء، وارتباطه بجملة من الأمراض المزمنة، اعتماداً على بيانات واقعية لثمانية مشاركين من طلبة الجامعة تمت المناقشة معهم شخصيا لتسجيل تجاربهم مع استهلاك الوجبات السريعة والتغييرات الحاصلة،بدئا تمت مناقشة اربع طالبات جامعيات حول استهلاك الوجبات السريعة وهكذا كانت الاجابات:
إسراء، زهراء، رؤى، وسلمى، يتبيّن أن استهلاك الوجبات السريعة بين الطالبات الجامعيات يتفاوت بين النادر والمتكرر، ما يعكس تأثيراً متبايناً على الأداء الذهني والنشاط داخل القاعات الدراسية،فقد أظهرت كل من إسراء ورؤى نشاطاً ذهنياً واضحاً عند استهلاكهن المتقطع، في حين ارتبط الاستهلاك المتكرر لدى زهراء وسلمى بحالة مستمرة من الخمول وفقدان التركيز،ويرتبط هذا التأثير ارتباطاً وثيقاً بالحالة الهرمونية والجسدية للمرأة، إذ تؤثر الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المصنعة في توازن الهرمونات، وتسبب اضطرابات في المزاج والانتباه، كما أن النساء أكثر عرضة للتقلبات المزاجية الناتجة عن الغذاء غير الصحي، وهو ما يفسر تفاوت الاستجابات حتى عند معدلات الاستهلاك المتقاربة
ماهي العلاقة بين الوجبات السريعة والامراض المزمنة؟!
لا يقتصر تأثير الوجبات السريعة على الأداء الذهني فقط، بل يتعداه إلى التسبب في أمراض جسدية مزمنة، نذكر منها:
السمنة: يؤدي تراكم السعرات الحرارية الناتجة عن الدهون والسكريات إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والمفاصل
السكري من النوع الثاني: النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات البسيطة يرفع مستويات السكر في الدم بصورة متكررة، مما يُضعف من استجابة الجسم للأنسولين
أمراض القلب والشرايين: الدهون المتحولة تسهم في رفع الكوليسترول الضار، وخفض النافع، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة احتمالية الإصابة بالجلطات
اضطرابات الجهاز الهضمي: بسبب قلة الألياف في هذه الأطعمة، يشيع حدوث الإمساك واضطرابات القولون بين مستهلكيها
ومن المهم التنويه بأن النساء معرضات أكثر من غيرهن لأمراض التمثيل الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة في فترات الدورة الشهرية وما يصاحبها من تغيرات في ضغط الدم وسوائل الجسم.
مقارنة بين الذكور والإناث في التأثر
على الرغم من أن الذكور في العينة المدروسة (محمد، خالد، أحمد، عمر) أظهروا نتائج مشابهة من حيث الخمول وضعف التركيز عند ارتفاع الاستهلاك، إلا أن الفروق بين الجنسين تبدو واضحة عند التعمق، فالنساء أكثر حساسية للتأثيرات الغذائية بحكم التكوين الهرموني والمزاجي، الأمر الذي يجعل التأثير يتجاوز الشعور الجسدي إلى تغيرات نفسية وسلوكية دقيقة
كيف نتخلص من آثار الوجبات السريعة؟
التثقيف الغذائي: إطلاق حملات توعوية داخل الحرم الجامعي، تركّز على توضيح العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية والجسدية
توفير بدائل صحية: دعم بيع الأغذية الطبيعية والبسيطة في مقاصف الجامعة، كالفواكه، واللبن، والمكسرات غير المملحة، بأسعار مشجعة
تشجيع النشاط البدني: تخصيص ساعات رياضية موجهة للطلبة، تتضمن المشي أو التمارين الخفيفة، لتعزيز اللياقة وتحسين المزاج
الرعاية الصحية الدورية: حثّ الطلبة على مراجعة المراكز الصحية الجامعية للفحص الدوري والاستشارة الغذائية
يتضح من خلال هذا التقرير أن للوجبات السريعة تأثيراً مباشراً على الحالة الجسدية والذهنية للطلبة الجامعيين، لا سيما الإناث، حيث تتداخل الجوانب الهرمونية والنفسية بشكل معقد مع النظام الغذائي،إن تعزيز نمط حياة صحي متوازن، والحد من استهلاك هذه الأطعمة، هو السبيل الأمثل لضمان صحة أفضل، ونجاح أكاديمي أوسع،كما أن توفير بيئة جامعية تدعم الخيارات الصحية من شأنه أن يحدث فرقاً واضحاً في سلوك الطلبة وعافيتهم على المدى الطويل