أيقونة البصرة الأدبية… محمد جواد الدخيلي علي العلي التميمي


حين يُذكر الإبداع في البصرة، تتقدّم الأسماء وتخبو، إلا أن اسم الاستاذ محمد جواد الدخيلي يبقى متوهجًا، ثابتًا كالنخلة التي لا تنحني ، إنه الشاعر، والكاتب،و الإعلامي المميز، المحرر المتقن، المؤلف، المصمم، مقدم البرامج الناجح، والأستاذ الذي خرجت من بين يديه أجيالٌ وأجيال من الكوادر الإعلامية من كلا الجنسين، ويكفيه فخرًا أنه بلغ الان الدورة 161 في إعداد الإعلاميين الشباب من خلال مؤسسته الاعلامية المتميزة ، وهي شهادة حية على مسيرةٍ لم تكن سهلة، بل مفروشة بالتحديات ، شقّ الاخ ابو حسام طريقه في مهنة المتاعب وسط ظروف قاسية، وواجه ضغوط السلطة السابقة، حتى ذاق مرارة السجن، لكنه صبر واحتسب، وخرج أكثر ثباتًا وتمسكًا بالحقيقة، رافعًا راية الكلمة الحرة في وجه الصمت المفروض ، واصدر اول صحيفة بعد تغيير النظام عام 2003 التقيته اليوم في مكتبه الجميل، في قلب العشار، عاصمة البصرة الثقافية، ذلك المكان الذي لا يشبه سواه، حيث التراث وعبق الماضي بينما الكتب تملأ الرفوف، وتُجاور الذاكرة، وتستقر في حضن رجل لا يغريه بريق المظاهر ولا كماليات المكاتب الفخمة …عانقته، واستعادت ذاكرتي مواقفه النبيلة، حين ساندني بطبع ونشر بعض مؤلفاتي، وفتح لي أبواب الصحف التي ترأس تحريرها بكفاءة واقتدار ، محمد جواد الدخيلي ليس مجرد اسم في قائمة العاملين في الحقل الثقافي والإعلامي، بل هو مدرسة قائمة بذاتها، ومثالٌ نادر في الاستمرارية والعطاء ، لم يستسلم لتقادم السنين، ولم تخفت شعلته، بل ما زال حتى اليوم يعمل بنفس الوتيرة، بنفس الحماسة، بنفس الأمل ، يستقبل الشباب، ويعلّم، ويحرر، ويكتب، ويساهم في صياغة المشهد الثقافي كأن الزمن لا يمضي به، بل يمضي هو بالزمن، وكأن كل كتابٍ يضعه على الرف يمنحه عمرًا جديدًا ، هذا هو محمد جواد الدخيلي، رجلٌ نذر نفسه للكلمة والحق، وجعل من قلمه منبرًا للحرية، ومن روحه جسرًا بين الماضي والحاضر ، تحية لهذا العلم البصري الأصيل، الذي نكتب عنه اليوم بفخر، وسنكتب عنه غدًا بوفاء، لأنه ببساطة… يستحق كل التقدير والاحترام .