حين يتحول التهريج إلى تحليل، فنحن أمام مهازل البرامج الرياضية، وهذا ما أتحدث عنه


24..متابعة
اللوم لا يقع على الضيف، بل على من دعاه. عندما يقوم مقدم برنامج رياضي باستضافة فنان مغمور لا وزن له فنيًا، ولا قيمة له معرفيًا، ليجلس في موقع محلل رياضي ويتحدث عن أداء لاعبين محترفين، فإننا أمام مهزلة إعلامية مكتملة الأركان.
كيف يمكن لمن لا يعرف أبسط أبجديات كرة القدم أن يُمنح منصة لتقييم لاعبين يشقون طريقهم في ملاعب أوروبا ويواجهون تحديات احترافية حقيقية؟ ما علاقة من قضى حياته في استعراضات سطحية وحفلات ليلية بالحديث عن خطط تكتيكية أو قراءة أداء فني في مباراة؟ إن من اعتاد الظهور في عوالم الإثارة الرخيصة لا يمكن أن يُمنح شرعية الحديث عن منظومة رياضية محترمة.
المشكلة ليست في الضيف فقط، بل في من اختاره ومنحه الميكروفون. هل انعدمت الكفاءات؟ هل ماتت المهنية؟ أم أن بعض البرامج أصبحت تسعى وراء “الترند” ولو على حساب احترام نفسها واحترام المشاهدين؟ هل أصبح الإعلام الرياضي ساحةً لكل من هبّ ودبّ ليصنع ضجة ويفتعل استفزازًا، ولو على حساب سمعة لاعبين، ومشاعر جمهور، وصورة وطن بأكمله؟
حين يُستبدل المحلل الرياضي المختص بشخص لا يسأل إلا عن تصنيف الراقصات المفضلات وأصناف الويسكي، فنحن أمام إعلام ساقط لا يستحق المتابعة، بل يستحق المحاسبة. الإعلام الرياضي الجاد لا يُدار بهذه الطريقة، ولا تُصنع فيه الشهرة من خلال إثارة الجدل على حساب عقول المشاهدين.
وفي الختام، نقولها بوضوح: إذا كنتم لا تميزون بين من يستحق الجلوس على طاولة التحليل، ومن يستحق البقاء في زوايا النسيان، فأنتم لا تصلحون لإدارة منصة إعلامية محترمة. الإعلام مسؤولية، وليس سيركًا لمن لا مكان له إلا في هامش الابتذال.