لكل فرعون بحراً سيغرقه ولكل موسى ربٌ سينجيه


رسول حسين
في عمق البحر الأحمر، حيث تلتقي أمواج البحر بصخور التاريخ، تنبض قصة جديدة من شجاعة اليمنيين و إقدامهم في مواجهة الاستكبار. إنهم مثل موسى، الذي واجه فرعون؛ يقفون في وجه القوى العالمية، التي لا نعرف إلا لغة العنف والهيمنة، ويؤمنون أن لكل فرعون بحراً سيغرقه، ولكل موسى ربٌ سينجيه.
مواجهة الماضي والحاضر
يعود بنا الفكر إلى تلك الحقبة التاريخية العظيمة، حيث كان فرعون يجلس على عرش السلطة، مطلقًا العنان لجبروته وقسوته. لقد آمن أن قوته لن تهزم، لكنه كان غافلاً عن القوة الإلهية التي كانت تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر. إذًا، هل يوجد في هذا العصر فرعون جديد يتجسد في صورة الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر؟ وكيف يمكن لليمنيين، الذين أثبتوا مرارًا وتكرارًا شجاعتهم في مواجهة الاستبداد، أن يصبحوا موسى الجديدة التي تجرؤ على قهر التحديات؟
معركة الإيمان
لقد شهد التاريخ العديد من الفصول المضيئة لليمن، حيث تصدوا لأعتى القوى الاستكبارية. في كل معركة، تُكتب صفحات من الشجاعة والصمود، ويتجلى الإيمان في قلوبهم كما تجلى إيمان موسى في مواجته لفرعون. ومع كل سفينة تمر عبر البحر الأحمر، يزداد عزمهم على المواجهة، ويؤمنون أن لهم رب يستجيب لهم. فمواجهة اليمن لأمريكا ليست مجرد صدام عسكري، بل هي ترسيخ لقيم الحرية والعزة والكرامة. اليمنيون ينظرون إلى البحر الأحمر كعائقٍ أمام هيمنة المستكبرين، ويدركون أن البحر يحمل في مياهه قصة نضال قديم. هم مثل موسى، لا يخافون من قوة الغطرسة، ويعيشون كل يوم في تحدٍ للتاريخ، مؤمنين بأن النصر قريب.
مواجهة جديدة
هجوم اليمنيين على حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” يمثل فصلًا آخر من فصول الصمود والتحدي في تاريخ اليمن الحديث. هذا الهجوم يبرز مقاومة اليمنيين ضد أي نوع من أنواع التدخل الخارجي.
خلفية الحادثة
تعود تفاصيل الهجوم إلى تصاعد التوترات في المنطقة نتيجة التدخلات العسكرية الأمريكية في الشؤون اليمنية، حيث وُجهت اتهامات للولايات المتحدة بتقديم الدعم للعدوان على اليمن.
الضربة الموجعة
وفقًا للتقارير، استخدم اليمنيون تقنيات وأساليب حديثة في الهجوم على حاملة الطائرات، مثل:
1. استخدام الطائرات المسيّرة: اعتمد اليمنيون على طائرات مسيرة مفخخة لضرب أهداف استراتيجية، مستغلين قدرتها على الطيران لمسافات طويلة ودقة استهدافها.
2. توظيف الأسلحة المتطورة: كان الهجوم مدعومًا بترسانة من الأسلحة المحلية المتطورة، التي أظهرت قدرة عسكرية متنامية رغم الحصار.
3. التكتيك المفاجئ: عزز الميل إلى أسلوب المفاجأة عنصر النجاح في الهجوم، مما أثار القلق والارتباك في جانب القوات الأمريكية.
النتائج
أسفرت العملية عن تضرر كبير في حاملة الطائرات والمعدات الموجودة على متنها، بالإضافة إلى إثارة قلق أكبر من قدرة اليمنيين على تنفيذ مثل هذه الهجمات الفعالة. هذا الهجوم كان بمثابة رسالة واضحة بأن اليمنيين مستعدون للدفاع عن سيادتهم وكسر أي محاولة للتدخل الخارجي. ويمثل هجوم اليمنيين على حاملة الطائرات ترومان نقطة تحول في المعركة الدائرة، ويظهر قدرة اليمنيين على الابتكار في استراتيجياتهم ودفاعهم عن وطنهم. هذه الواقعة تُشدد على أهمية الوعي والإرادة في مواجهة التحديات، وتبقى دلالة على كيف يمكن لتاريخ المقاومة أن يستمر عبر الأجيال.
درس التاريخ يتكرر
على شواطئ البحر الأحمر، حيث تصطدم الأمواج بالصخور، تتجدد روحية التحدي. اليمن اليوم يمضي نحو مستقبل كبير، متسلحًا بالإرادة والعزم. فكما غرق فرعون أمام عظمة الله، ستشهد الأيام القادمة غرق الهيمنة الأمريكية التي تتوهم السيطرة. ومن يراهن على إخضاع اليمنيين هو كمن يراهن على كسر إرادة التاريخ. إذًا، لتحيا ذكرى موسى، ولتكن شجاعة اليمنيين مثالاً يُحتذى به، فهم بالفعل حملة الرسالة التي لاتُخنق أمام طغيان البحار أو قسوة الاستكبار.
في النهاية، لنكون جميعًا موسى في زمننا، نؤمن بأن لكل فرعون بحراً سيغرقه، ولكل موسى رب سينجيه.