آخر الأخبار
ألمقالات

العراق يضرب الإرهاب ويحقق الأمن

 

كتب رياض الفرطوسي

في خطوة تعكس التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات الأمنية، أعلنت السلطات العراقية عن نجاح عملية نوعية أسفرت عن مقتل قائد بارز في تنظيم الدولة الإسلامية، يُعتقد أنه كان يتولى قيادة التنظيم في العراق وسوريا. العملية التي جاءت ضمن جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار، تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مستندة إلى معلومات استخباراتية دقيقة.

ضربة استباقية: الأمن أولًا

وفقاً لمصادر رسمية، قُتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم “أبو خديجة”، في ضربة جوية أمريكية بطائرة مسيرة، أعقبتها عملية أرضية للقوات الخاصة العراقية والأمريكية في محافظة الأنبار. واعتبر السوداني هذه العملية إنجازاً مهماً ضمن خططه لترسيخ الأمن الوطني، واصفاً القائد المستهدف بأنه “واحد من أخطر الإرهابيين في العالم.”

العراق: أمنٌ متماسك ورؤية إصلاحية

لا تأتي هذه العملية بمعزل عن المشهد العام في العراق، حيث تعمل حكومة السوداني على تحقيق توازن دقيق بين محاربة الإرهاب وتعزيز التنمية. فمنذ توليه المنصب، اتخذ السوداني خطوات حاسمة في مجالات الإصلاح الاقتصادي والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز جهود الأمن الوطني. وقد أتاحت هذه المقاربة للعراق استعادة زمام المبادرة في مواجهة التهديدات الأمنية دون إغفال جهود إعادة البناء والتنمية.

الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى الثقة والاطمئنان لدى المستثمرين، ونرى ازدياداً مضطرداً في القدوم إلى العراق والدخول في السوق العراقية، ورغبة المستثمرين الجامحة في الحصول على فرص للعمل في العراق.

تنظيم الدولة الإسلامية: إعادة التشكل وساحات جديدة للنفوذ

منذ هزيمته الجغرافية عام 2019، خسر تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على ما يقرب من ثلث مساحة العراق وسوريا، لكنه لم يختفِ تماماً، بل أعاد تشكيل نفسه في مناطق جديدة. خلال عام 2024، نفذ التنظيم أكثر من 300 هجوم في سوريا وحدها، ما يشير إلى محاولاته المستمرة لاستعادة تأثيره.

ويعتبر الرفاعي القائد الثالث الذي يتم القضاء عليه منذ عام 2019، حيث كان له دور محوري في تنسيق العمليات بين العراق وسوريا وتركيا. ورغم أن التنظيم اعتاد تعيين قادته الجدد بسرعة، إلا أن الضربات المتتالية جعلت من الصعب عليه إعادة هيكلة قيادته بكفاءة كما كان يفعل سابقاً.

إلى جانب ذلك، فإن التنظيم لم يعد محصوراً في الشرق الأوسط، حيث وسّع نفوذه إلى أكثر من عشر دول عبر ثلاث قارات، مع تركيز خاص على فرعه في أفغانستان، المعروف باسم “ولاية خراسان”، الذي تبنى عدة هجمات دامية في روسيا وإيران خلال العام الماضي.

العراق الجديد: الأمن والاستقرار في المقدمة

تُبرز هذه العملية أن العراق اليوم ليس مجرد ساحة للصراعات، بل دولة تمتلك رؤية واضحة لمستقبلها، حيث تعمل الحكومة على فرض سيادة القانون وتطوير مؤسسات الدولة بالتوازي مع الجهود الأمنية. وبينما تستمر عمليات مكافحة الإرهاب، يواصل السوداني تحقيق إنجازات في ملفات أخرى، مما يعكس توجهاً جديداً للعراق، قائماً على الاستقرار والإصلاح والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟