عيد الصحافة وتكريم الصحفيين: هل هو ضرورة؟


بقلم/ عامر جاسم العيداني
وردتنا معلومة بأن نقابة الصحفيين العراقيين فرع البصرة ستقيم احتفالًا كبيرًا الشهر القادم بمناسبة مرور ١٣٦ سنة على تأسيس الصحافة في البصرة، على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على تاريخها!
ليس مهماً الموعد أو التاريخ ما دام الاحتفال في السنة نفسها، لكن هناك أمرًا مهمًا: لم نرَ في أي احتفال سنوي عرضاً للمنجزات أو الجهود التي بذلها صحفيو البصرة في الفترة المنصرمة، فلا تكريمًا يليق بهم، ولا إبرازاً لدوررأهم الصحفيين الفاعلين في المشهد الصحفي والاعلامي في البصرة، وعليه، فإن تكريم الصحفيين يُعد مناسبةً مهمةً لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يؤديه الصحفيون في المجتمع البصري، فضلاً عن كونه يُعد دعماً معنوياً يستنهض هممهم ليزيدوا من العطاء والابداع، باعتبار أن الصحافة هي الركيزة الأساسية لحرية التعبير وحرية تدفق المعلومة، فهي أداة رئيسة لمساءلة السلطات وكشف الحقائق، هذا بحد ذاته يشكل مهمة صعبة يواجهها الصحفيون وتستحق تسليط الضوء عليها، ووضعها في دائرة الاهتمام والدعم.
إن تكريم الصحفيين في مثل هذه المناسبات ليس مجرد احتفال، بل هو اعتراف بالتحديات الكبيرة التي يواجهونها، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، والتهديدات التي يتعرضون لها في بعض الأحيان والتي تصل إلى إنهاء حياتهم.
أهمية عيد الصحافة وتكريم الصحفيين يكمن في رفع معنوياتهم وتشجيعهم على الاستمرار في أداء مهامهم بكل نزاهة وإخلاص. كما أن هذه المناسبات تُذكِّر المجتمع بأهمية الصحافة كسلطة رابعة وحارس للحقوق والحريات. إذ تُظهر هذه المناسبات التحديات التي يواجهها الصحفيون، مثل الرقابة، التهديدات، حتى الاعتداءات الجسدية. وأيضًا، الاحتفال بالصحافة يُذكِّر الحكومات والمجتمعات بضرورة حماية حرية الصحافة كحق أساس من حقوق الإنسان.
يمكن اعتبار عيد الصحافة وتكريم الصحفيين ضرورة في ظل الظروف الحالية، إذ يواجه الصحفيون ضغوطًا كبيرة، سواء أكانت من الحكومة الاتحادية أم الحكومات المحلية أم من جهات أخرى. هذه المناسبات تساعد في حماية الصحفيين من خلال تسليط الضوء على انتهاكات حقوقهم، وتعزيز الشفافية من خلال تشجيعهم على مواصلة عملهم في كشف الفساد والانتهاكات، وتعزيز الثقة بين الصحفيين والمواطنين في إنجاز مهمتهم بإظهار الحقائق.
أن عيد الصحافة ليس مجرد احتفال، بل هو رسالة ذات معانٍ سامية تُذكِّر الجميع بأهمية الصحافة الحرة والنزيهة في بناء مجتمعات ديمقراطية مستنيرة.
إن تكريم الصحفيين على أساس التصنيف يمكن أن يكون أداة فعالة لتحفيز التميز والاحترافية في مجال الصحافة، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر يخضع لمعايير واضحة عادلة بعيد عن المحسوبية والجهوية، إذ يمكن أن يعتمد التصنيف على عوامل عدة، مثل ذلك: جودة العمل الصحفي، التأثير المجتمعي، الأخلاقيات المهنية، والالتزام بمبادئ الصحافة الحرة والنزيهة.
من إيجابيات التكريم على أساس التصنيف أنه يؤدي إلى تحفيز وتشجيع الصحفيين على تقديم أعمال عالية الجودة ومراعية للمعايير الأخلاقية والمهنية، إذ يساعد ذلك في تسليط الضوء على الصحفيين الذين يبذلون جهودًا استثنائية في تغطية القضايا المهمة.
وأخيرًا ، نهيب بنقابة الصحفيين العراقيين، وعلى رأسها نقيبها الأستاذ مؤيد اللامي ، الاهتمام بموضوع تكريم الصحفيين على أساس التصنيف الذي يمكن أن يكون مفيدًا إذا تم تطبيقه بشكل عادل وشفاف، مع مراعاة التنوع والشموليةاعتماداً على مبدأ تعزيز الصحافة الصادقة وتشجيع الصحفيين على الالتزام بأعلى معايير المهنية دون إهمال أي جهود تستحق التقدير.