كلنا مؤيد اللامي


فراس الغضبان الحمداني
تغير كل شيء في العراق ، لكن الغيرة والحسد ليستا نظاماً سياسياً ليسقط بإنقلاب ، أو بإحتلال ، أو بثورة ، بل هي طباع بشرية راسخة ومتجذرة في وجود كل إنسان ، فمن الناس من يقاوم تلك الطباع الخبيثة ، ومنهم من يستسلم ، وينقاد لها ، بل لايستطيع مفارقتها والتخلص منها مهما بذل من جهد ومهما تمرن ، وحتى لو صلى وصام وتعبد في المساجد فكأنها أمراض مزمنة يمكن التخفيف من ألمها لساعات ، أو لأيام ، ولكنها سرعان ما تعود وبقوة ليتحول ذلك الإنسان الموبوء إلى ما يشبه المدمن على تعاطي المخدرات ، فيتلوى ويتقلب في فراشه ، أو يجثو على الأرض بحثاً عن شيء من تلك الخبائث ليهدأ ويسكن وينام ، ويعاود الحسود مهمته في ترقب الآخرين ، وغيرته منهم ، فيرمي سهام عينيه ليصيب بها غريمه الذي هو ليس بالغريم ، ولكن ذلك الحاسد قرر أنه غريمه لأنه لا يستطيع الوصول إلى ما وصل إليه ، ولا يحقق النجاح الذي تحقق له ، ولا المنجز الذي تحقق على يديه ، فيكرهه ، ويحاول فعل كل ما يؤذيه سواء بالإيذاء المباشر ، أو بالكيد له ، أو حتى ملاحقته بالإفتراء والتشكي منه والبكاء والدس والتزييف والتشهير والسب والقذف . وبرغم فشله في تحقيق مبتغاه إلا إن ما في نفسه من حسد وحقد وغيرة تدفعه لتكرار المحاولة لمرات ومرات لعله يصل إلى مبتغاه ، ولن يصل خاصة حين يواجه شخصاً مسلحاً بالعزيمة والصدق والنجاح الدائم والمتكرر والمتجدد والمتحفز .
كانت نقابة الصحفيين العراقيين مكاناً يطبعه البؤس ، ولا يرغب فيه الصحفيون ، وكان مجموعة من المتنافسين على بعض المكاسب يعطلون الدور المتقدم للنقابة خاصة مع الإرث الصعب ، والتراجع الذي خلفه النظام الشمولي الذي كان للصحافة في عهده وجود محكوم بالقوة والعزلة ، وكانت المنازعات والمشاكل هاجساً يومياً في الوسط الصحفي ، وكانت بناية النقابة قديمة ، وفي مكان لا يليق كثيراً بالدور والمسؤولية التي تقع على عاتق كل صحفي وإعلامي . بإختصار فقد كانت هناك ثورة تصحيحية وسلوك مرتبط بتعديل المسار ، وتحويل الوجهة إلى مساحة مختلفة غير تقليدية حين نجح الزميل العزيز مؤيد اللامي من وضع الأمور في نصابها الصحيح ، وقيادة السفينة إلى مرافيء المجد الصحفي ، ووصلنا إلى مرحلة صار الناس العاديون الذين لا علاقة لهم بالصحافة ، ولا يعرفون الكثير عن العمل الصحفي والمؤسساتي يسألون عن مؤيد اللامي الذي جعل الصحافة العراقية في القمة ، ومكن الصحفيين من أن يقولوا كلمتهم ، وتمكن أيضاً وبجهود خاصة منه من إنتزاع مكاسب وحقوق للصحفيين وأسر الشهداء منهم أسوة ببقية المواطنين ، بل وبما يليق بالنخبة الصحفية من حقوق وأدوار ومسؤوليات تاريخية .
ماذا فعل مؤيد اللامي يستدعي أن نقول : كلنا مؤيد اللامي؟ ما فعله مؤيد اللامي وعلى الأرض ، وفي الواقع إنه قال وفي لحظة فارقة وفي أيام المحنة والشدة : كلي للصحفيين مدافعاً ومحباً مقاتلاً من أجل حقوقهم ، ومن أجل حقوق الشهداء وأسرهم ، ومن أجل أن لا يسلبهم العوز طاقة العطاء ، فكانت تلك الحقوق هماً يومياً له ، وتفاوض كثيرا ليحصل للصحفي على المنحة السنوية التي خصصتها الدولة للمبدعين والمثقفين ، بل وجعلها سنوية ، وتمنح بإسلوب حضاري وراق للغاية ، وتوجه نحو توفير قطع أراض لهم كل في محافظته وعمل بجهد وصدق على إنتزاع الموافقات اللازمة لبناء مجمعات سكنية للصحفيين ، وقد عمل بصدق وإخلاص لإصدار قانون لتقاعد الصحفيين وهو في مراحله الأخيرة كما إنه وقف ضد كل مشروع قانون يقوض الحريات ويضعف قدرة المثقفين على الإدلاء بآرائهم ومواقفهم من قضايا الحياة وساهم في دعم كل تشريع يمنح حرية التعبير القدرة على الإستمرار . لقد جعل الصحافة العراقية متقدمة على نظيراتها العربيات وفي مختلف أنحاء العالم حين فاز بثقة الإتحادات والنقابات العربية ويتم إنتخابه رئيساً لإتحاد الصحفيين العرب وعضواً في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للصحفيين .
كل هذا ومع تقدير وتثمين المخلصين كان سبباً في ظهور مجموعة من الحاسدين الذين حملوا سكاكين غدرهم وحاولوا طعنه في الظهر من خلال التشهير والمنصات الوهمية والمواقع مدفوعة الثمن ووصل الحقد بالبعض ليرفع الدعاوى القضائية بل وتكليف المرتزقة ليكتبوا عنه بالسوء ويسيئوا له ولأسرته ولكنه بقي صامداً شجاعاً يحتكم إلى القانون والعدالة ولا يريد إيذاء أحد ،
لهذا وبكل فخر نقول : كلنا مؤيد اللامي . Fialhmdany19572021@gmail.com