الثعلب وسحور رياضي


رحيم الدراجي
في أي برنامج، تلفزيوني أو غيره، سواء أكان برنامجا سياسيا او اجتماعيا او رياضيا أو أيا كان، إذا كان الضيف له تاريخ في مهنته، ويصنع الفارق بها، فعلى المقدم الناجح والمهني أن يعرف من أين تؤكل الكتف، أي بمعنى آخر العمل بدقة وحدة في توجيه الأسئلة لاكتشاف ما وراء هذا التاريخ وما يخبئه، وعقلية هذ الضيف، لتقديم ما يشد المستمع…
في برنامج (سحور رياضي) الذي يقدمه الزميل حيدر زكي، استضاف أول أمس ثعلب الكرة العراقية (فلاح حسن)، وكان بحقٍّ لقاءً مهنياً موضوعياً يستحق الإشادة والثناء للمقدم وملاكه المساعد، فضلا عن أن الثعلب كان سلساً وعفوياً في إجاباته، محترماً للآخرين مهما تقاطعوا معه…
أما الزميل حيدر زكي، فقد أدار الحوار بهدوءٍ ودقة، وحاول اكتشاف ما وارء الأحداث بطريقة موضوعية، وبأسئلة مركزة، بعيدا عن أي إثارات، أو تهييج الأمور. وكذلك لم ينسَ ما لتاريخ الضيف، وما لأسطورته الكروية من أهمية على مستوى العراق والعرب.
أما ثعلب الكرة العراقية، فمع إجاباته التي توحي للآخر بالمظلومية التي وقعت عليه، إلا أنه قد ملأ ردوده صدقاً وحباً وأمانة.. لكن ما يملأنا من الحزن والغم والكمد لهكذا تاريخ يمثل بلداً وهو يسكن في الإيجار، أو يملك سيارة قد اقتناها أقساطاً، ونحن على يقين أنه لو كان سارقاً أو يبحث عن (كومشنات) في عراق ما بعد 2003 لكان الآن في وضع مختلف جذرياً.
وأخيرا.. شكراً من القلب لثعلب الكرة العراقية على هذه المصداقية الجرداء.. وشكرًا لبرنامج سحور رياضي على هذه الاحترافية المهنية.