آخر الأخبار
ألمقالات

من سياسة الضغط إلى محاولة التفاوض..ترامب يحاول

 

رسول حسين
في تحول ملحوظ في السياسة الخارجية الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، لاسيما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قامت الإدارة بإعادة النظر في استراتيجيتها التي استمرت لسنوات. فقد انتقلت الولايات المتحدة من سياسة الضغط القصوى إلى محاولة فتح قنوات للتفاوض، وهو ما يعكس تحولًا في الديناميكيات الإقليمية والدولية. فترامب يحاول دون جدوى.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أرسل رسالة سرية إلى الإمام السيد علي خامنئي أعرب فيها عن رغبته بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني. وقال الرئيس الأمريكي إنه يريد التفاوض بشأن برنامج الأسلحة النووية مع إيران وأرسل رسالة إلى طهران يوم أمس الخميس قال فيها إنه يأمل أن التفاوض، كانت رسالة غير متوقعة إلى القيادة الإيرانية، داعيًا إلى استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي. في هذه الرسالة، حذر ترامب من تفاقم الأوضاع إذا استمرت إيران في برنامجها النووي دون رقابة، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك مجال للتسوية إذا أظهرت إيران نوايا حسنة بالتراجع عن بعض الأنشطة النووية. كانت الدعوة للتفاوض تحمل في طياتها استراتيجية تستهدف إعادة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات بعد سنوات من التوتر. يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يحاول العودة إلى ساحة السياسة الخارجية بتلميحات إلى استعداده للتفاوض مع إيران حول اتفاق نووي جديد. في تصريحه الأخير بأنه أرسل رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية ، آية الله سيد علي خامنئي يفتح باب التساؤلات حول مدى جديته هذه المرة

على الرغم من الجهود التي بذلها ترامب، فقد جاء رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مباشرًا ومفاجئًا في الوقت نفسه. حيث اعتبرت طهران الرسالة بمثابة محاولة لتأجيج الضغوطات السياسية والاقتصادية المفروضة عليها. صرح المسؤولون الإيرانيون أن إيران لا تستطيع الوثوق بالولايات المتحدة في ظل سياسة تذبذب المواقف، وأن تعزيز برنامجها النووي هو حق سيادي لا يمكن التفاوض عليه. كما أكدت إيران على أنها مستعدة للمشاركة في محادثات فقط إذا كانت القوى الكبرى مستعدة للاعتراف بحقوقها والتراجع عن العقوبات. إيران أكدت مرارًا أنها لا تريد امتلاك سلاح نووي، لكن للصبر حدود. وإذا استمر النهج الأمريكي العدواني، فمن غير المستبعد أن تضطر طهران إلى مراجعة عقيدتها النووية، وهو سيناريو لا يخدم أحدًا، لا في المنطقة ولا في الغرب. ترامب، إذا كان جادًا في رسالته إلى إيران، عليه أن يثبت ذلك بالأفعال، وليس بالكلمات. عليه أن يتوقف عن تهديد إيران، ويرفع العقوبات غير القانونية، ويجلس إلى طاولة مفاوضات نزيهة، حرة ذكية وشريفة تعيد الثقة وتفتح أفقًا جديدًا من التعاون بدلًا من الصراع. وهذا كلام مستبعد ومستهلك وغير مجدي لكن فقط لملأ السطور.

يمثل التحول من سياسة الضغط إلى محاولة التفاوض خطوة مثيرة للاهتمام في سعي الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار الوهمي على الورق في منطقة الشرق الأوسط. ومع زيادة التوترات في العلاقات بين واشنطن وطهران، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت هذه الجهود التفاوضية ستؤدي إلى نتائج إيجابية أو ستستمر في إطار من الشد والجذب. إن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، وتبقى آمال السلام والتوافق قائمة في الخيال ، على الرغم من الصعوبات والتحديات العديدة. كما وأن المجتمع المثقف الواقعي يدرك أن لا أمان مع ترامب واتفاقيات الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟