آخر الأخبار
ألمقالات

امريكا ولعبة ..الحرب  ضد العراق؟!

امريكا ولعبة ..الحرب  ضد العراق؟!

( الحلقة الثانية )

بقلم : محمد جواد الدخيلي

 

نكمل معكم المقال، ستكون نوايا الولايات المتحدة ضد العراق وشعبه من خلال لعبة السيطرة على مكونات البلاد وعقول الحاكمين  .. نرى أن  هذه المهمة صعبة جدا في أحسن الأحوال. ويجب أن يكون العراق   مستقلا في هذا الظرف الاكثر تعقيداً. لذا نشاهد الاسلوب الامريكي يسعى إلى توفير ضمانات تمنع وقوع إجراءات سياسية اعتباطية من خلال نظام من الضوابط والتوازنات،غير انه لا توجد تجربة مماثلة في العراق الذي ظل تحت حكم استبدادي طيلة تاريخه المكتوب. ونتيجة لذلك، فإن العديد من الفئات المكونة للمجتمع العراقي، لا تلجأ الى الحكومة في تحقيق امنها، وتسعى، بدلا من ذلك، إلى تعزيز قوتها بالاستناد إلى ما هو مشترك بينها كالانتماء العشائري أو العائلي أو الديني. الخطوات الأولى من عملية «الدمقرطة» ستؤدي إلى تفكيك البلد بدلا من توحيده، إذ ستسعى كل فئة إلى الحصول على أكبر ضمانات ضد وقوعها تحت هيمنة فئات أخرى، ومن أجل تحقيق مشاركة اكبر في السلطة والثروة. لذلك، قد يتدهور الوضع الأمني في العراق بعد تاريخ 30 يونيو ـ على الأقل مؤقتا ـ مع تحويل بعض الأطراف الساخطة هجماتها على مؤسسات الحكومة الجديدة. وفي هذا الموضع، يبرز الفارق بين احتلال الولايات المتحدة لألمانيا واليابان واحتلال العراق. فألمانيا واليابان دولتان قوميتان، لا توجد فيهما حركات انفصالية حقيقية، او مقاتلون يخوضون حرب عصابات. فبعد انهزام جيشي هذين البلدين، توصل الناس هناك، إلى نتيجة مفادها أن التعاون مع القوة المحتلة هو طريق استعادة استقرار مجتمعيهما واسترجاع سمعتيهما على المستوى الدولي. وكسب زعماء هذين البلدين دعم الناس هناك عندما أظهروا تعاونهم مع قوات الاحتلال. في العراق، لم يتحقق أي من هذه الشروط، فالسكان يتعاملون مع الحرب كأنها هزيمة لصدام لا لوطنهم. ولم تتحول الكراهية للدكتاتور السابق أوتوماتيكيا إلى دعم للولايات المتحدة. بل هناك العديد من الزعماء العراقيين ممن يسعون إلى الحصول على شرعية من خلال ابعاد أنفسهم عن الولايات المتحدة. وبالنسبة لليابان وألمانيا فقد احتاج البلدان إلى سبع سنوات لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة، بينما جرت في العراق مساع لتنفيذ هذه العملية في سبعة أشهر.في العراق، هناك ثلاث فئات تناضل للحصول على نفوذ في العراق الجديد، الشيعة الذين يشكلون الأكثرية، ويصرون على الانتخابات التي ستعطيهم نتائجها هيمنة سياسية. اما الفئتان الأخريان فتدور قضيتهما الاساسية حول وجهة استخدام الشيعة لهذه الاكثرية، خصوصا في ظل وجود بعض المجاميع الشيعية التي تسعى إلى تشكيل جمهورية إسلامية في العراق. ويقال إن معظم الزعماء الدينيين الشيعة، ومن ضمنهم (آية الله السيستاني) حسب مزاعم، يعارضون تكوين حكومة دينية. وبدون شك، فإن الكثيرين من الشيعة محصنون ضد الاستبداد الذي عانوه تحت حكم صدام. لكن هذه القضايا ما زالت لم تحسم داخل أوساط الشيعة، إذ أن جميع احزاب الشيعة تمر الآن في مرحلة تشكل. كذلك، ستلعب القوى الخارجية دورا، وسيكون دور ايران مميزا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟