إنها المرأة ياسادة


أحلام قاسم المالكي
تحتفل المرأة العراقية باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار وهي مناسبة للتذكير بالدور الإنساني العظيم للمرأة الأم والبنت والاخت والزوجة المربية والعاملة والموظفة والتي تمارس أدوارا عدة في مجالات مختلفة لاحصر لها بوصفها شريكا فاعلا في بناء الحياة وأداء وظائف متعددة وقد مرت المرأة العراقية بأدوار مختلفة عبر التاريخ الحضاري وكانت تحظى بإهتمام ورعاية في الادب الحضاري والديني لبلاد الرافدين وسميت بعض آلهة بابل وسومر وأور واكد وأشور بأسماء الأنثى كالآلهة عشتار وغيرها وقد تولت مناصب عليا عبر التاريخ وسجل لها ذلك الحضور والدور الذي جعل الحضارة العراقية شاخصة للعالم كما تشير الحفريات التي قامت بها البعثات الحفرية الدولية من متاحف وجامعات عالمية وعبر أكثر من مائة عام مرت أذهلت البشرية وجعلت العراق محط إهتمام مستمر.
وفي تعريف المناسبة فاليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي في اليوم الثامن من شهر مارس آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصاحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً. بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.
وفي بلادنا شهد وضع المرأة تطورا كبيرا خاصة مع دمجها المجتمعي من خلال فتح ابواب المدارس والمعاهد والجامعات لإستقبال الفتيات وتأهيلهن وتحويلهن الى منتجات من خلال توفير ضمانات الحصول على التعليم المناسب ووصولهن الى مراتب عليا في اختصاصات عدة منها الطب والهندسة والقضاء والتربية والتعليم والتدريس في الجامعات ومراكز الابحاث والدراسات والجيش والشرطة والقوات الجوية وفي مجال الرياضة والاداب والصحافة كان حضور المرآة واضحا ومؤثرا وتحققت من خلال ذلك نجاحات هائلة جعلت المراة معادلة وشريك للرجل خاصة وانها واجهت تحديات تاريخية كالحروب والحصارات وفقد الابناء والنزوح والتهجير والارهاب والفقر وغيرها من تحديات غير مسبوقة وصادمة ولكنها خرجت من كل ذلك ومعها العراق اكثر قوة وعظمة وتأثير وتتطلع الى المستقبل بروح واثقة ومتحفزة ولديها الرغبة الكاملة في تحقيق النجاح والانجاز المستمر..