في ذكراها: كفاح أطوار بهجت من أجل حرية الكلمة وحقيقة العدالة


رسول حسين
في لحظاتٍ من الصمت العميق، تذكَّرنا أطوار بهجت، الصحفية العراقية التي استشهدت وهي تحمل بيدها سلاح الكلمة، وبالأخرى ترسم ملامح الحقيقة. كانت أطوار، بأصالتها وطموحها، تجسيدًا للمرأة الشجاعة التي تخترق حواجز الخوف في زمنٍ كثُر فيه الظلم والاضطهاد.
ولدت أطوار في بيئةٍ تتميز بشغفها للمعرفة، ولهذا كان عشقها للصحافة عنوانًا آخر لقصة حياتها. بدأت مسيرتها كصحفية متميزة، حيث كانت تقترب من القضايا الإنسانية بعمق حقيقي، تنقل معاناة الناس وصوتهم إلى العالم. سعت بكل جهد لكسر القيود المفروضة على حرية التعبير، وأصبحت رمزًا يحتذى به لكل من قاتل من أجل العدالة.
في كل تقرير كتبته، كانت أطوار تحارب من أجل حرية القول ونقل الحقيقة. كانت تلتقط لحظات الألم والأمل من قلب الأحداث، وتستعرض الألم الذي يعانيه المدنيون وسط الحروب والاضطرابات. خططت بعناية لتوثيق كل تفصيل، محاطةً بمخاطر كثيرة، لكنها لم تتردد أبدًا.
في يومٍ قاسٍ، تعرضت لجريمة اغتيال بشعة، كانت نتيجةً لمحاولتها كشف الحقائق وإصرارها على القول ما يجب أن يُقال. ورغم أن جسدها قد رحل، إلا أن صوتها لا يزال يتردد في قلوبنا، إيمانًا بأهمية الكلمة كأداة للتغيير.
تُذكرنا ذكرى أطوار بهجت بأهمية الكفاح من أجل حرية التعبير وحق الشعوب في المعرفة. إنها دعوة لكل صحفي، لكل ناشط، ولكل إنسان يعبر عن رأيه. فالأحرار لا يموتون، وإنما يعيشون بيننا من خلال أعمالهم وأفكارهم.
ليكن ذكرى أطوار بهجت مصدر إلهام للجميع، لنواصل السعي من أجل حرية الكلمة والعدالة، ولنؤكد على أهمية أن تكون للكلمة قيمة، وأن تُستخدم دائمًا في خدمة الإنسانية.