آخر الأخبار
ألمقالات

ماذا بعد المحن

 

كتبت نجلاء يعقوب

مَا بعد المِحن هو أن نعبرها ونحن أفضل في كل شيء، أن نَحِيك مِن خُيوطها ثَوبًا مِن نُضجٍ وَقوَّة نواجه به كُلّ شدَّةٍ قادمة، ألا نذكر منها سوى علامات النضج والقوة التي حِكْنَاها، ألا نستكين لها فتردينا، وإنَّما نواجهها بكل ما أوتينا من إيمانٍ لتصنعنا وتخرج أفضل ما فينا. رُبما، خُلقت المِحن لنفهم ذواتنا، لننظر للعالم بعين أكثر نضجا وعقل ذو مدارك أوسع. خُلقت لندرك أننا أكبرُ من التفاهات التي كنا نتعلق بها و التي كانت أعظم انتصاراتنا على أنفسنا، لنعرف أن بمقدورنا أن نكون أصحاب أثر واضح طَالما قدرنا أن نتجاوز مِحنة ما كنّا نعدها نهاية العالم، ونهايتنا

المِحن واقع لَا مفرّ مِنه، والحُزن على قدرِ المِحنة ليس خاطئًا، فكلّ شعور سيءٍ إن أعطيته حقّه مضيت بعده متعافيًا من آثاره، وإن تهربت منه سيظلّ يطاردك دومًا. إن أدركت أنَّه لَن يصيبك يومًا ما يفوق طاقتك، وأنه كلما عظم البلاء عظم أجرك وزادت قوتك ونضجك بعده، سيكون واقع المِحن سهلًا عليك تجاوزه، وَرُبَّ مِحنةٍ كَان بين ثناياها ثَغرك الذي يجدرُ بك أن تقوم عليه أو طريقك الذي بحثت عنه طويلًا، فأبصر
وكلما كان العبد في إيمانه أقوى كلما كان ابتلاؤه أشد واختباره أصعب. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الرجلُ على حسَبِ دينِه، فإنَّ كان في دينِه صُلْبًا، اشْتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينِه رقةٌ ابْتُليَ على قدْرِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركَه يمشي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ”أخرجه أحمد الترمذي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟