آخر الأخبار
ألمقالات

في رمضان القادم.. هل تسرق الأزمات الأضواء من المسلسلات التلفزيونية؟!

 

رسول حسين
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يُنتظر أن تتأهب الشاشات الصغيرة لتقديم باقة جديدة من الأعمال الدرامية، لكن يبدو أن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعراق قد تنزع الأضواء من المسلسلات الرمضانية التقليدية. فهل نشهد مصيرًا دراماتيكيًا مختلفًا هذا العام؟

في السنوات الماضية، كانت شوارع العراق تتحول إلى منصات لمشاهد الترويج للمسلسلات، حيث يتسابق الجميع للحديث عن الحلقات المثيرة والنجوم اللامعة. لكن هذا العام، قد نجد أنفسنا محاصرين بأخبار الأسعار المتصاعدة ونقص الموارد، ويجعل ذلك من مشهد الانتظار لعرض الحلقة الجديدة أمرًا يثير الشفقة.

تخيل، بينما تنشغل الأسرة العراقية بمشاهدة المسلسل المفضل، يطفو على السطح سؤال: “هل سنتمكن من دفع فواتير الكهرباء هذا الشهر؟” فتظهر مشاعر مختلطة بين الضحك والألم، ما بين الكوميديا السوداء التي نراها في الشاشة وتلك التي نعيشها يوميًا.

ومع زحمة الإعلانات التجارية التي تعدنا بجودة أطعمة الصائمين والملابس الفاخرة، ستبقى أفكارنا مشغولة بأسئلة مصيرية: “هل هناك مساحة كافية لقدر الشوربة على مائدة رمضان، أم أن الأمر سيتطلب إعادة التفكير في الطهي هذا العام؟”

وعلى سبيل السخرية، قد يتحول الجمهور إلى مخرجين في منازلهم، حيث سيقومون بكتابة سيناريوهات للأزمات اليومية التي تعصف بحياتهم، متسائلين إن كان هناك مكان للحلويات الرمضانية في ظل توقيف الزيارة للأقارب نتيجة الوضع الاقتصادي.

عندما تعلق الأعين على الشاشة، علينا أن نتذكر أن الدراما الحقيقية تُكتب في الشوارع، حيث يلتقي الفقراء بالأغنياء، ويواجه الناس تحديات أكبر من أي حبكة درامية. قد نضحك هذا العام في رمضان، لكن من المرجح أن يكون ضحكًا مغموسًا بدموع الأمل والمآسي.

فهل ستستطيع المسلسلات جذب انتباهنا، أم أن الأزمات ستنقض علينا كحدث درامي ينتظر أن يُحكى لأجيال؟ رمضان كريم، ولكن استعدوا لتفاصيل درامية ربما تتجاوز ما يعرض على الشاشات!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟