آخر الأخبار
ألمقالات

بغداد صانعة التوازنات: نحو ريادة عربية في مرحلة التحولات

كتب رياض الفرطوسي
في قلب التحولات الكبرى التي تعصف بالمنطقة، تعود بغداد إلى الواجهة، لا كمتلقٍ للأحداث، بل كفاعل أساسي يسهم في صياغة التوازنات الإقليمية وإعادة ترتيب المشهد العربي. فمع استضافة القمة العربية في مايو المقبل، تضع العاصمة العراقية نفسها على طريق استعادة دورها التاريخي كجسر للتواصل، ومنصة لصناعة القرار، وركيزة للاستقرار في منطقة تموج بالأزمات . لم تكن السنوات الماضية سهلة على العراق، لكن رغم التحديات، استطاع أن يثبت قدرته على الصمود وإعادة بناء نفوذه السياسي إقليمياً ودولياً. واليوم، ومع تصاعد الأزمات من فلسطين إلى البحر الأحمر، ومن سوريا إلى الملف النووي الإيراني، تبدو بغداد المكان الأنسب لإطلاق رؤية عربية جديدة، رؤية تتجاوز إدارة الأزمات إلى استباقها وصياغة حلول مستدامة لها . القمة العربية القادمة في بغداد تحمل رمزية تتجاوز مجرد اجتماع سياسي؛ إنها إعلان لعودة العراق إلى دوره الطبيعي، كدولة قادرة على الجمع بين الأطراف المختلفة، وتحقيق التوازن بين القوى المتنافسة. فبفضل موقعه الجغرافي الفريد وعلاقاته المتوازنة مع مختلف القوى الدولية والإقليمية، يمتلك العراق اليوم القدرة على قيادة مبادرات التهدئة، ودفع الحلول السياسية التي تحتاجها المنطقة بشدة . لكن رهان العراق لا يقتصر على مجرد استضافة ناجحة للقمة، بل على ترسيخ دوره كدولة محورية في صياغة المستقبل العربي. فالمرحلة القادمة تتطلب قادة قادرين على تحويل التحديات إلى فرص، والعراق اليوم، وهو يستعيد استقراره الداخلي، مؤهل ليكون هذا القائد . بغداد لم تعد مجرد شاهد على التحولات، بل صانعة لها. والقمة القادمة قد تكون نقطة الانطلاق نحو مرحلة جديدة، يصبح فيها العراق ليس فقط مركزاً للحوار، بل حجر الزاوية في بناء منظومة عربية أكثر تماسكاً وتأثيراً في النظام العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟