السيناريوهات المتوقعة للتطورات الاقليمية
قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
مركز انكيدو للدراسات
ماهي السيناريوهات المتوقعة لتصريحات ترامب المثيرة للجدل بتهجير سكان غزة الى الاردن ومصر ، وماهي مواقف الدولتين من ذلك ، وماهو موقف الدول العربية عموما ومالذي يمكن ان تقدمه قمة القاهرة في نهاية الشهر ، وهل هناك رؤية موحدة تجاه حل الدولتين في ظل تصريحات ترامب بالتهجير ، وهل الدول العربية قادرة ان تنهض بموقف موحد تجاه هذه التهديدات ام نسمع ونقرا الادانة والرفض كما هي خواتيم القمم السابقة ؟
يمكن تصور عدة سيناريوهات محتملة تتشكل وفقاً للتطورات الإقليمية والدولية والضغوط الأمريكية، ومنها:
1- التنازل مقابل المساعدات:
قد يختار الأردن ومصر قبول شروط ترامب واستقبال اللاجئين الفلسطينيين، على أمل تجنب قطع المساعدات الأمريكية. هذا السيناريو يحمل في طياته تبعات داخلية وخارجية؛ فقد يؤدي إلى استياء شعبي داخل البلدين ويضعهما في موقف صعب من حيث السياسات الداخلية والسمعة الإقليمية، إلى جانب احتمالية استمرار تدخل الضغوط الخارجية في الشأن العربي.
2- المواجهة والرفض الصريح:
يمكن أن ترفض الحكومتان هذه الشروط حفاظاً على حقوق الفلسطينيين وموقفهما الوطني، ما سيؤدي إلى تطبيق تهديدات ترامب بقطع المساعدات. هذا السيناريو قد ينتج عنه أزمة اقتصادية وسياسية حادة داخل الأردن ومصر، بالإضافة إلى خلق حالة من التوتر الإقليمي قد تنعكس سلباً على عملية تحقيق هدنة أو تسوية أوسع للقضية الفلسطينية.
3- الانتظار والتأجيل عبر الوسطاء:
قد تلجأ الدول العربية إلى موقف وسيط يتمثل في تأجيل اتخاذ قرار نهائي حتى يتم التوصل إلى خطة إقليمية أو عربية شاملة، ربما بقيادة مصر أو من خلال قمة طارئة. في هذا السيناريو، يُترك الباب مفتوحاً للمفاوضات مع واشنطن مع سعي العرب لخلق جبهة موحدة تحمي حقوق الفلسطينيين وتضمن استمرارية المساعدات، مما قد يساعد على تخفيف حدة المواجهة.
4- التوسط الدولي وإعادة صياغة الحل:
قد تتدخل جهات دولية (مثل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة) في محاولة للتوسط بين الأطراف. هنا يمكن أن يُطرح حل وسط يشمل ترتيبات معينة لاستقبال اللاجئين مع ضمان استمرار تدفق المساعدات، وربما يشمل ذلك حوافز أو ضمانات أمنية وسياسية من الأطراف الدولية. هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على رغبة المجتمع الدولي في تجنب تصعيد الأزمة وتبعاتها على المنطقة.
كل سيناريو يحمل تحديات ومخاطر، وسيعتمد التطور الفعلي على قدرة الدول العربية على تحقيق تضامن داخلي وخارجي، وعلى استعداد المجتمع الدولي والأمريكي لتعديل مواقفهم في ضوء الضغوط الإقليمية والدولية المتصاعدة.
